توجد إشارة في حكمة بطي الأثر الصحيح، وإذا لم تكن كذلك فلعلها حكمة بطي العبارة، ويفترض بنا البحث عن العبارة بما هو آيل إليها وعليها، وبذلك نستطيع من خلالها استخلاص الإفادة على نحو صحيح. ذات مرة في صباي البعيد جدا قرأت: «لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا» قلت لنفسي: إذا كان هذا حديثا فهو يدخل وفق إشارته في الهدي النبوي.. لأن الأنبياء جميعهم ما أقروا حسدا ولا أعانوا عمل شيطان ما جعل الله له سلطانا على الناس. وطبعا كلمة لا يزال تدل على الاستدامة بمعنى استدامة الخير، ومن قبل فعل الاستدامة ولاحقا ما يدخل بطيها، فقد نهى الله عن الحسد من فوق سماواته السبع، ومن المؤكد أن عبارة «لا تحاسدوا» بعطفها على ما جاء من قبل وردت على لسان النبي. والحسد أنواع وأشكال وهو معروف ومؤكد عند الذين جاءوا قبلنا من الأمم، ومن قبل الأمم فقد استهل إبليس موقفه الشيطاني من سيدنا وأبينا آدم عليه السلام، وهو إذ لا يزال في ملكوت الله بالحسد مقرونا بأشد أنواع الكراهية التي يتبعها بغض بأثر بغض. لقد رفض السجود استكبارا وحسدا، ولم يكن يريد له أي كرامة ولا تكريم من الله وأراد الله لآدم وبنيه كرامة يتبعها حمل في البر والبحر ورزقهم أيضا من الطيبات وقال الله عن بني آدم إنه فضلهم على كثير ممن خلق الله تفضيلا.. والأخيرة لتأكيد الفضل.. ويا إبليس افعل ما بدا لك، فقد سبقت رحمة الله عذابه، هذا عدا أن الله رؤوف بالعباد.. هنا، دعني أكتب اليك أن الحسد هو أحد أشكال السلط والتسلط، وهو عمل شيطاني يكتظ بممارسة الكراهية والبغض من خلال الحواس الخمس، مدعومة بتسخير حواس إضافية تتجاوز قوة الحواس العادية، ولسبب أو لآخر، فالحاسد يستخدم العين الخفية وهي العين الخائنة، ولذلك وردت في القرآن الكريم عبارة خائنة الأعين، وفيما يبدو أنها أشد وطأة مما تخفي الصدور. ولا يعجز الحاسد عن تسخير قواه الشيطانية بكيدها الإبليسي القديم، فإذا لم يكن له عين كأن يكون كفيفا مثلا فهو يستخدم الحواس البديلة، درجة أنه يلتقط من خلال سمعه ما يقال، فيرسل الرادار الذي ربما بموجبه وفعل تأثيره يغيب عن الفصيح كيفية تخريجه للحرف الصحيح. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة