وصف كاتب في صحيفة «الهل» الأمريكية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأنه قائد عالمي له وزنه وتأثيره على المسرح الدولي. وقال: «سواء أكان التحدي الذي يواجه العالم اليوم يرتبط بتغيير المناخ أو التشرد الذي هو من صنع الإنسان أو ناتج عن الكوارث الطبيعية أو يرتبط بالتصدي للتطرف الديني أو بإيجاد حل منصف للصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو باستقرار أسعار النفط، فإن يد الملك عبدالله بن عبدالعزيز للشراكة مع العالم بأسره قد ظلت ممدودة بأقصى درجه ممكنة. وعلى الرئيس أوباما أن يمد يده للتواصل مع الملك ذي التوجهات الإصلاحية وأن يرسي دعائم شراكة جديدة معه تأخذ في الاعتبار تحديات القرن الحادي والعشرين». وأضاف الكاتب روب سبحاني رئيس شركة طاقة بحر قزوين الاستثمارية في مقال نشرته الصحيفة أمس الأول أن خادم الحرمين الشريفين الملك المحبوب يتمتع بخصال نادرة يفتقر إليها العديد من القادة المعاصرين كالإخلاص والاعتماد عليه في أوقات الشدة، والملك عبدالله يقول ما يعني، ويعني ما يقول. وذكر الكاتب بأن الرئيس روزفلت قد أرسى دعائم العلاقة السعودية الأمريكية في 14 فبراير 1945م مع والد الملك عبدالله الملك عبدالعزيز رحمه الله على ظهر البارجة «يو إس إس كوينسي». وأشار إلى التحديات التي تواجه كلا من الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة بعد 65 عاماً من ذلك الحدث مما يتطلب، وفق رؤيته، إبرام صفقة استراتيجية بين كل من واشنطن والرياض حيث باستطاعة الملك عبدالله أن يؤدي وبجدارة دوراً لا يقل أهمية عن دور روسيا والصين وإن يكن مختلفاً عن أدوار كل من الرئيس أوباما أو الرئيس الروسي ميدفيدف أو الرئيس الصيني هيو جيتاو. فالملك عبدالله يتمتع فيما يتعلق بأربع قضايا محورية بتأثير أكبر من تأثير الصين أو روسيا، ومن الممكن أن يكون أول هذه القضايا طرح خطة لإعادة إعمار غزة والضفة. وباستطاعة الملك عبدالله ومن خلال شراكته مع الولاياتالمتحدة أن يتصدر هذه الخطة ويبعث الأمل في النفوس كبداية للتواصل لحل قائم على إنشاء دولتين. وقال الكاتب روب سبحاني: «لقد عبر الملك عبدالله عن التزامه بالتعاطي مع القضية الملحة لتغير مناخ الكرة الأرضية وسخر البلايين في حقول البحث من أجل الإسهام في إنقاذ كوكبنا إذ ينظر الملك لتحدي ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية من خلال سياق الواجب الإنساني الخلقي. وليس بالشيء المستغرب أن يكون صوت سقوط المطر هو الصوت المفضل للملك عبدالله طبقاً لما ذكرته ابنته، فالملك عبدالله هو محب من صميم القلب للبيئة، ولذلك فلن يجد الرئيس أوباما شريكاً أفضل من الملك عبدالله في التعامل لمعالجة الانبعاثات الكربونية». وتطرق الكاتب إلى دور خادم الحرمين الشريفين في التصدي للإرهاب قائلا: «لن نجد منافساً آخر على المسرح العالمي للملك عبدالله في التصدي للتطرف ولسرطان الإرهاب. فبعد وصوله لسدة الحكم بقليل ألقى الملك عبدالله كلمة في مكة عبر فيها عن مرئياته للعالم الإسلامي وأشار إلى أن التعصب والتطرف لن يقدر لهما أن يترعرعا فوق أرض تنعم بروح التسامح والاعتدال والتوازن، كما أشار إلى أن الحكم الرشيد باستطاعته أن يجتث مظاهر الظلم والبؤس والفقر». ورأى الكاتب أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يتمتع بسلطة تؤهله للتصدي للمتطرفين داخل العالم الإسلامي. وأردف أن على الرئيس الأمريكي أن يكون حكيماً وأن يقر ويتبنى ويروج لمرئيات هذا الملك المجرب. وأقر أن إنشاء قوة للرد السريع من أجل التعامل الفوري مع الكوارث الطبيعية التي تقع في أرجاء العالم هو اهتمام قريب من قلب الملك عبدالله الذي يرى أن المجاعة والتشرد ليس لهما مبرر. وهنا أيضاً وباستطاعة الرئيس أوباما أن يقدم دعم الولاياتالمتحدة اللوجستي لإيجاد فريق إغاثة سعودي أمريكي مشترك للإسهام في نجدة ضحايا مثل هذه الكوارث. واختتم مقاله في صحيفة «الهل» بالقول: «إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز يتمتع بتصور وبعد نظر لم ير له مثيل من قبل، وأظن أنه يجب دعوة الملك عبدالله لطرح تصوره لكيفية تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وتعميق جذور التسامح الديني أمام دورة مشتركة للكونجرس والتوصل لإبرام صفقة استراتيجية جديدة بين المملكة والولاياتالمتحدة كإقرار بما يتمتع به هذا الشريك من إمكانيات هائلة».