ينتظر مختصون ومشاركون في العمل التطوعي لقاء أمير منطقة مكة الليلة في جدة؛ لتحويل العمل التطوعي إلى عمل مؤسساتي ورسم مشروع تنظيمي يؤسس لمرحلة مقبلة من العمل المنظم. وفي ذلك، يقول رجل الأعمال ورئيس جمعية البر سابقا الدكتور صالح التركي -وهو من أبرز المشاركين في الأعمال التطوعية أثناء كارثة سيول جدة-: إن التكريم الذي يلقاه اليوم المتطوعون من الأمير خالد الفيصل هو أقل ما يستحقه هؤلاء الذين قدموا صورة مشرقة في إغاثة ومساعدة المنكوبين، وهي لفتة إنسانية تجاه هؤلاء وخطوة موفقة تعطي انطباعا عن تقدير القيادة والمسؤولين لتلك الجهود التطوعية, ويرى التركي أن فاجعة جدة كشفت عن وجود انفصال بين الجمعيات الخيرية من جهة وبين الشابات والشباب من جهة أخرى «فكنا في الجمعية نشكو من عدم وجود متطوعين، وفجأة اكتشفنا أن هناك خمسة آلاف متطوعة ومتطوع في جدة يبذلون الكثير، هذا يعني أن المشكلة لم تكن في وجودهم بل في عدم قدرة الجمعيات الخيرية على جذبهم واستقطابهم بعيدا عن الروتين والبيروقراطية، وهنا تكمن الحاجة الماسة لوجود برامج جاذبة، مما يدعونا لأن نطالب الجمعيات الخيرية على وجه التحديد تغيير نمط التعامل مع التطوع عبر إيجاد برامج تدريب». من جهته، ذكر المدير العام السابق للشؤون الاجتماعية في منطقة مكة الدكتور علي الحناكي، أن العمل التطوعي مر بفترة اختبار صعبة، وتفوق رغم الظروف التي عمل وسطها المتطوعات والمتطوعون مما يدعونا لإيجاد إدارة أو هيئة تهتم بالتواصل معهم وتوجد لهم برامج فاعلة وتقسمهم إلى فئات وفق إمكاناتهم واختصاصاتهم، ومن المهم أن تأخذ الجمعيات الخيرية على عاتقها مسؤولية التواصل والاستفادة من القدرات وتنمية المهارات». وتدعو المستشارة الاجتماعية وأخصائية التربية الأسرية ومشرفة في العمل الإغاثي إبان الكارثة الدكتورة نادية نصير، إلى الاستفادة من الطاقات الكامنة، فالعمل التطوعي يقصد به كل جهد أو عمل إنساني اجتماعي يهدف إلى تقديم المساعدة والدعم المادي والمعنوي للآخرين، دون اشتراط مكافأة مالية. واضافت الدكتورة نصير «في الحقيقة نحن سعداء بالشابات والشباب الذين بذلوا جهودا كبيرة إبان كارثة السيول، حيث كانوا مضربا للمثل في تقديم العون والمساعدة في تلك الظروف، وهم اليوم بلا شك يستحقون التكريم الذي جاء من الأمير خالد الفيصل كترجمة تعكس حرصه على إيصال الشكر للجميع». وترى المستشارة الاجتماعية أنه لا بد من تحرك على المستوى الاجتماعي من المهتمين والمهنيين وأساتذة الخدمة الاجتماعية والنفسية ومكاتب الاستشارات، بجهود علمية وعملية لتذليل المعوقات من خلال غرس روح التطوع بين أفراد المجتمع في المدارس، الجامعات، المساجد ووسائل الإعلام المختلفة وتنظيم العمل التطوعي في المؤسسات الاجتماعية، وتقديم التسهيلات وإعداد دورات تدريبية وورش عمل تنمي العمل التطوعي. من جهتها، ذكرت مديرة الجمعية الفيصلية الخيرية النسوية في جدة فوزية الطاسان، أن الجمعيات الخيرية تعد أنموذجا للعمل التطوعي المنظم، ونجحت كثيرا من تلك الجمعيات في إدارة الأزمة إبان كارثة سيول جدة، وكانت صاحبة اليد الطولى والخبرة الميدانية الأوسع في مد يد العون للمحتاجين من خلال نشرها لفرق عمل ميدانية وإشرافها على المتطوعين وتواصلها مع مئات المتطوعات في تلك الأزمة.. وقالت الطاسان «لعل تجربة أزمة سيول جدة تلزمنا بالعمل لبناء جيل تطوعي على مستوى عالٍ من الوطنية المقترنة بالمسؤولية .