تكتسب القمة التاريخية التى تعقد اليوم بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فى البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما أهمية بالغة، كونها تأتي فى ظروف بالغة الدقة تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وسط صلف وتعنت إسرائيلي أدى إلى كبوات ضمن مسارات السلام التي لم تزل تراوح مكانها. فحكومة اليمين المتطرفة فى تل أبيب متمادية فى غطرستها، ورفضها جميع الحلول السلمية، وتشيح بوجهها عن قرارات الشرعية الدولية كافة. كما أنها تعقد فى ظل متغيرات هامة تشهدها الساحة العربية والعالمية، الأمر الذي تطلب تحركا سعوديا فاعلا يتجاوز الشفاهي إلى الفعلي بغية تحقيق التطلعات العربية والفلسطينية، وتجسيد السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط. واستهل المتحدث باسم الرئيس الأمريكى روبرت جيبس حديثه ل«عكاظ» عشية الزيارة، أن الرئيس أوباما يرحب بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فى البيت الأبيض، ويتطلع إلى مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك والسبل الكفيلة لتقوية العلاقات الثنائية بين المملكة والولاياتالمتحدة. واسترسل أن الرئيس أوباما سيتداول مع الملك عبدالله جملة من الموضوعات، تتضمن قضايا أمن الخليج وعملية السلام فى الشرق الأوسط، فضلا عن عدد من القضايا الإقليمية والدولية. ووصف جيبس الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأنه زعيم سياسي محنك يحظى بالاحترام والتقدير من قبل الرئيس أوباما، وصاحب مبادرات حيوية، وفاعلة وحريص على إرساء الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط، معتبرا أن العلاقات السعودية الأمريكية متينة، وستعمل الزيارة على تدشين حقبة جديدة من الشراكة الاستراتيجية لمصلحة الشعبين والبلدين. انسداد الأفق السياسي وعلمت «عكاظ» من مصادر أمريكية أن الجانبين سيبحثان تفعيل مبادرة السلام العربية التي لاقت اهتماما دوليا وقبولا أمريكيا. فيما أكدت مصادر دبلوماسية عربية أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز سيحث الرئيس الأمريكي على الضغط على إسرائيل لرفع حصار غزة ووقف الاستيطان، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية، وإنشاء الدولة وعاصمتها القدس، وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة. من جهتها، اعتبرت مصادر فى مراكز البحث والدراسات الاستراتيجية الأمريكية أن الملك عبدالله المعروف بصراحته وشفافيته سيضع الرئيس أوباما فى أجواء الإحباط الشديد الذى تشعر به الشعوب العربية بعد مجزرة أسطول الحرية، وتدهور عملية السلام وانسداد أفق الحل السلمى لأزمة الشرق الأوسط. تحرك أمريكي عاجل ولم تستبعد نفس المصادر أن تتمخض زيارة الملك عبدالله عن تحرك أمريكى عاجل لإحياء عملية السلام وإعادة مصداقية الولاياتالمتحدة للعب دور الوسيط النزيه، بهدف إرساء الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط الذي لا يعد فقط حيويا، بل مطلبا للإدارة الأمريكية لكي تتفرغ لمعالجة الملف الأفغاني الذى شهد مؤخرا إخفاقا، وفى نفس الوقت بلورة سياسات توافقية دولية للتعامل مع الملف النووى الإيراني. وأشارت المصادر إلى أن الولاياتالمتحدة تعتبر علاقاتها الوثيقة مع المملكة من أهم العلاقات فى مساراتها الخارجية، وأن خادم الحرمين الشريفين قدم مبادرات إيجابية عديدة، ليس فقط للعرب والمسلمين وإنما للعالم أجمع، من أبرزها مبادرة السلام العربية ومبادرة حوار الأديان التى تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورة خاصة لها واعتبرتها أحد أهم المبادرات فى تاريخ المنظمة الدولية التى تسهم فى دعم التعايش السلمي وتكريس ثقافة الاعتدال والحوار وفهم ثقافة الآخر بين شعوب العالم. سعود الفيصل يلتقي بهيلاري إلى ذلك، علمت «عكاظ» من مصادرها أن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية سيعقد اجتماعا مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون لبحث المستجدات على الساحة العربية والدولية، وسبل إحياء عملية السلام، فضلا عن تعزيز العلاقات الثنائبة فى جوانبها السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين. وفد سعودي رفيع المستوى ويضم الوفد المرافق لخادم الحرمين الشريفين إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية كلا من صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة، صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم، صاحب السمو الأمير تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن ناصر بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين، سمو الأمير منصور بن عبدالله بن عبدالعزيز، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالله بن عبدالعزيز، صاحب السمو الملكي الأمير مشهور بن عبدالله بن عبدالعزيز، الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف وزير المالية، الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة وزير الإعلام، الشيخ مشعل العبدالله الرشيد، رئيس الديوان الملكي خالد بن عبدالعزيز التويجري، رئيس المراسم الملكية محمد بن عبدالرحمن الطبيشي، رئيس الشؤون الخاصة لخادم الحرمين الشريفين إبراهيم بن عبدالرحمن الطاسان، مستشار خادم الحرمين الشريفين المشرف على العيادات الملكية الدكتور فهد العبدالجبار، نائب رئيس الديوان الملكي خالد بن عبدالرحمن العيسى، قائد الحرس الملكي الفريق أول حمد بن محمد العوهلي، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية عادل بن أحمد الجبير.