بدأ قادة مجموعة الدول الثماني الكبرى البارحة قمتهم الدورية في مدينة هانتسفيل الكندية مع التحذير من احتمالات تراجع الجهود الرامية إلى مكافحة الفقر في العالم. وأظهرت القمة التي يشارك فيها قادة كنداوالولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا واليابان وألمانيا الخلافات بين الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي التي اتسعت حول أفضل الطرق للنهوض من الأزمة الاقتصادية. ووفقا لمسودة البيان الذي سيصدر عن القمة فإن قادة الدول الثماني الكبرى سيحذرون من تراجع المساعدات التنموية الدولية واحتمالات الفشل في الوصول للأهداف المعروفة باسم أهداف الألفية التنموية. وتقول مسودة البيان إن الأزمة الاقتصادية العالمية التي تفجرت منذ عامين تهدد التقدم نحو تحقيق بعض الأهداف المرجو تحقيقها في عام 2015. في الوقت نفسه فإن الخلافات بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن كيفية التعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية تبدو واضحة خلال القمة. وقد أطلقت دول الاتحاد الأوروبي سلسلة واسعة من تخفيضات الميزانية في الأسابيع الأخيرة في محاولة لإقناع الأسواق والناخبين باستقرارها. لكن المسؤولين الأمريكيين قلقون من القيام بهذه التخفيضات التي يمكن أن تعرقل النمو لاحقا. وقال وزير الخزانة الأمريكي تيموثي جايتنر في تصريح عقب افتتاح قمة مجموعة الثماني: إن عملنا يتمثل في التأكد من أننا نجتمع هنا للتركيز على هذا التحدي المتعلق بالنمو والثقة، فالنمو والثقة يحتلان أهمية قصوى.. ويتوقع أن تكون استجابة مجموعة الثماني إزاء الأزمة المالية من بين القضايا الرئيسة التي ستطرح على القمة.. وتحرص الولاياتالمتحدة على ألا تتراجع الدول الغنية سريعا فيما يتعلق بإنفاقها وقت الأزمات من منطلق المخاوف من أن يتسبب ذلك في إثارة ركود كبير على غرار ما شهدته الولاياتالمتحدة في ثلاثينيات القرن الماضي. لكن دول الاتحاد الأوروبي تبدي قلقها إزاء مشكلات الديون التي تطال اليونان وأسبانيا والبرتغال وتضع تركيزها على تقليص عجز موازناتها. ومن المقرر أن يلتقي قادة مجموعة الثماني مساء اليوم السبت في تورنتو مع نظرائهم في الدول النامية الكبرى في مجموعة العشرين. من جانبها أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنه من غير المتوقع أن يوافق قادة أقوى الاقتصاديات في العالم على الدعوات الأوروبية لفرض ضرائب على البنوك، ورسوم على التعاملات المالية في أنحاء العالم. وقالت بعد مباحثات مع زعماء مجموعة الثماني إنها تعتقد أنه أصبح من الواضح أن الأوروبيين لهم نهج أكثر من إيجابي تجاه مسألة الضرائب لكن الدول الأخرى لن تنضم إلينا.. مضيفة: إنه من المحتمل أن يتعزز هذا الانطباع في المباحثات مع قادة مجموعة العشرين اليوم وغدا.