ينتظر سليمان الربعي أملا يلوح وانفراجة تأتي ليلتئم شمل أسرته، بعد أن ارتبط منذ ثلاث سنوات بزوجته، واتفق مع أسرتها على سداد مهرها بالتقسيط، بسبب ظروفه المادية الصعبة. يقول الربعي عن معاناته ل«عكاظ»: «أنا متزوج بالتقسيط لأنني ببساطة شديدة غير قادر على دفع المهر دفعة واحدة، وفي مثل هذه الحالة يلزم العرف القبلي في قريتي غير المستطيع مثلي دفع ما تيسر له من المهر، ليكمل المتبقي منه حسب الاتفاق بالتقسيط». ويضيف «لأنني لا أستطيع حسب راتبي (1800 ريال) دفع المهر والانتظام في دفع الأقساط بشكل منتظم حسب قانون (العرف) السائد في القرية، طلبت نقلي إلى محافظة القنفذة لأرتاح من السفر والتنقل بين جدة والقنفذة، تارة بالتاكسي وأخرى بجمالة الآخرين عليّ، بالوقوف على الخط السريع والصعود مع من يتقبل أخذي معه مجانا، فأنا لا أملك سيارة». وبين الربعي أنه دفع عشرة آلاف ريال الدفعة الأولى من المهر، وعشرة آلاف ريال (الترويحة)، وأتم قسطين وبقي عليه سداد 15 ألف ريال؛ حتى يتخلص من سلطة القبيلة وسطوة العادة، معتبرا أن زيادة أخيرة في راتبه قدرها 300 ريال ستساعده على الانتظام في دفع الأقساط. وتجيز ثقافة القبيلة في بعض القرى الساحلية للأب أخذ ابنته المتزوجة -حتى إن لم تكن راضية- من بيت زوجها، احتجاجا على عدم دفع الزوج أقساط المهر، وإن أنجبت منه أطفالا، كما تشترط هذه الثقافة على الزوج دفع عشرة آلاف ريال ليلة الزواج تسمى (الترويحة) تعطى كبدل عن ذهاب الزوجة من بيت والدها إلى بيت زوجها، وأن يدفعها حاضرا وليس بالتقسيط. معاناة الربعي مع الثقافة القبلية ألزمته طيلة عمله في تعليم جدة (ثلاث سنوات) قطع مسافة 360 كلم بين جدة والقنفذة ليواصل بعد ذلك سفره لساعتين في طريق بري ومن ثم على إحدى الدواب ليصل إلى زوجته التي تسكن مع والدتها في قرية (جمعة ربيعة). الربعي الذي يعمل حارسا في إحدى مدارس جدة، ويسكن مع أحد أقاربه، كان الفرح يملأ محياه أول من أمس وهو يتسلم خطاب ترقيته من مرتبة وظيفية إلى أخرى، بزيادة في الراتب قدرها 300 ريال على راتبه السابق (1800 ريال).