ينتظر المواطن السعودي سليمان الربعي أملاً يلوح وانفراجة تأتي ليلتئم شمل أسرته، بعد أن ارتبط منذ ثلاث سنوات بزوجته، واتفق مع أسرتها على سداد مهرها بالتقسيط، بسبب ظروفه المادية الصعبة. وقال الربعي لصحيفة "عكاظ" السعودية، في عددها الصادر اليوم السبت 26-6-2010: "أنا متزوج بالتقسيط لأنني ببساطة شديدة غير قادر على دفع المهر دفعة واحدة، وفي مثل هذه الحالة يلزم العرف القبلي في قريتي غير القادر مادياً، على دفع ما تيسر له من المهر، ليكمل المتبقي منه حسب الاتفاق بالتقسيط". وأضاف "لأنني لا أستطيع حسب راتبي 1800 ريال (480 دولار تقريباً) دفع المهر والانتظام في دفع الأقساط بشكل منتظم حسب قانون (العرف) السائد في القرية، طلبت نقلي إلى محافظة القنفذة لأرتاح من السفر والتنقل بين جدة والقنفذة". وبيّن الربعي أنه دفع 10 آلاف ريال الدفعة الأولى من المهر، و10 آلاف ريال (الترويحة)، وهو مبلغ من المال يدفعه العريس كبدل عن ذهاب الزوجة من بيت والدها إلى بيت زوجها، وعليه أن يدفعها حاضراً وليس بالتقسيط. كما أتمّ الربعي قسطين، وبقي عليه سداد 15 ألف ريال؛ حتى يتخلص من سلطة القبيلة وسطوة العادة، معتبراً أن زيادة أخيرة في راتبه قدرها 300 ريال ستساعده على الانتظام في دفع الأقساط. معاناة الرجل مع الثقافة القبلية ألزمته، طيلة عمله كحارس في إحدى مدارس جدة في تعليم جدة خلال ثلاث سنوات، قطع مسافة 360 كلم بين جدة والقنفذة ليواصل بعد ذلك سفره لساعتين في طريق بري ومن ثم على إحدى الدواب ليصل إلى زوجته التي تسكن مع والدتها في قرية (جمعة ربيعة). تجيز ثقافة القبيلة في بعض القرى الساحلية السعودية للأب أخذ ابنته المتزوجة من بيت زوجها -ولو من دون رضاها- احتجاجاً على عدم دفع الزوج أقساط المهر، وإن أنجبت منه أطفالاً.