يجري الكشف قريبا، وللمرة الأولى، عن اتفاقية استخباراتية سرية بين بريطانيا والولايات المتحدة، لطالما نفى البلدان وجودها بشكل قاطع. ولكن هذه الاتفاقية وقعت عام 1946 ولا تزال تشكل أساسا لمبدأ تبادل المعلومات الاستخباراتية، وبعض هذه المعلومات التي تكشف عنها دائرة الأرشيف الوطنية تتعلق بالاتحاد السوفييتي خلال أربعينيات القرن العشرين. وكانت درجة التنسيق الاستخباراتي بين كل من البلدين في أربعينيات القرن الماضي مرتفعة جدا وتحديدا على ما كان يعرف ب«الإشارات الاستخباراتية» من خلال التنصت على وسائل الاتصال. ولدى انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، قرر الطرفان توطيد هذا التنسيق وتطويره مع فترة الحرب الباردة التي كانت على وشك أن تبدأ مع الاتحاد السوفييتي. وتنشر كذلك محاضر المفاوضات التي أدت إلى توقيع الاتفاقية في 6 مارس (آذار) 1946 بالإضافة إلى محتواها وتطويرها خلال خمسينيات القرن العشرين. ويقول المؤرخ ريتشارد الدريتش إن «ما يكشف عنه عبارة عن وثائق تشكل العمود الفقري لأكبر وأهم تحالف استخباراتي عبر التاريخ». ومن بين الوثائق كذلك آلاف الملفات وفيها محتوى الاتصالات بين مواطنين من الاتحاد السوفييتي ومسؤولون في الحزب الشيوعي وقادة وكل ذلك بين عامي 1946 و1959. وتعطي هذه الوثائق فكرة واضحة عن تفاصيل طريقة الحياة على عدة مستويات منها الاقتصادي والاجتماعي والفني والتي كانت سائدة في الاتحاد السوفييتي، كان مصدرها أحد كبار الضباط في موسكو. ويقول الدكتور إدوارد هامبشر من دائرة الأرشيف الوطني إن الوثائق تكشف أيضا عن الفساد والبيروقراطية في الاتحاد السوفييتي، مضيفا بأن هذه الوثائق تعطي فكرة حول أهمية موسكو في ذلك الحين. ولا تزال هذه الاتفاقية سارية المفعول ولكن منذ أن التحقت بها كل من أستراليا وكندا ونيوزيلندا أصبحت تعرف بما يسمى «العيون الخمس». وكان مدير المنظمة أيان لوبان قد قال إن المنظمة تعمل اليوم من خلال مبدأ ما هو متاح، وهي مبنية على تبادل المعلومات متى أتيح ذلك، ومن خلال الاطلاع على عمل أجهزة كل بلد ينتمي إلى الاتفاقية يمكن القيام بتحليل جماعي مفيد للمصلحة العامة.