أطلقت إذاعتا الرياضوجدة سراح 142 أغنية، كان قد توقف بثها نحو 20 عاما لأسباب مختلفة، فيما بقيت الإذاعات الخليجية المحيطة بنا تواصل بثها، وتضم القائمة: 28 أغنية للراحل محمد علي سندي، ومنها «يا عروس الروض، ماس ورد الخد، على العقيق اجتمعنا، أقبل الفجر، نالت على يدها مالم تنله يدي». ولفوزي محسون 61، منها «سبحانه، روح أحمد الله وبس، حاول كده وجرب، أديني عهد الهوى، الليلة عريسنا»، وللراحل مسفر القثامي 21 أغنية، منها «طبعك تغير، ياشباب السعودية، ارسلت للغالي حبي بقرطاس، الله من قلب، يا نجوم الليل»، وللأديب والفنان الراحل مطلق الذيابي رسميا في أرشيف ومكتبة الإذاعة 32 أغنية بصوته قدمها باسمه الفني «سمير الوادي» منها أغنيات «يا لطيف الروح، الخيل، المقناص، أمانة ياحبيب الروح بكلمة تجبر الخاطر، البلبل». مع الملاحظة أن هذه الأرقام للأغنيات المسلمة رسميا للإذاعة، بينما لكل منهم مئات الأغنيات. وتأتي عودة إبداعات أعلام الغناء السعودي، بعد أن استطاع بعض من أبناء وورثة المبدعين، إيقاف بث أغنياتهم، وذلك عبر اقناع المسؤولين بمشروعية تحقيق هدف الإيقاف، وحظر إذاعة هذه الأغنيات. وهذا ما حدث، وأوقف بث أغنيات مثلت وجدان أمة لأكثر من عشرين عاما. ويلحظ متابعون لهذه الخطوة، أن عودة أغنيات هؤلاء الرواد حسنت كثيرا من العلاقة بين الإذاعة والمستمعين، ونسبة التعامل مع برامجها، وعلى وجه الخصوص البرامج «التفاعلية»، بعد أن كان الإيقاف إلى جانب استماعهم لأغنيات الرواد من اذاعات المنطقة، ودول الخليج تحديدا سببا لجفاء المستمعين وبعدهم من الإذاعة. ومما لا شك فيه، أن الموضوع فتح جدلية جديدة كانت بعيدة عن النقاش، إذ يعتبر نقاد فنيون أن هذا الإرث الفني ملك لناحيتين؛ الأولى فى معناه المادي، هو ملك للدولة ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام التي كانت وبطبيعة الحال، قد دفعت مقابلا لتملك هذه الأعمال التي سجل بعضها في استوديوهات الإذاعة ومع الفرقة الموسيقية السعودية، والبعض جاء بالعمل جاهزا ومنفذا في الخارج، وعلى وجه الخصوص في القاهرة وبيروت. أما المالك الثاني فهو الناس، وكل ماهو مرتبط بالوجدان والأرض، لذا هي ملك لهؤلاء، وليس ميراثا يورث لأبناء وورثة كبار الفنانين، إذ أن لهم الوفاق أو الخصام في ميراث ابائهم، مثل الأرض والحجر والشجر هذا ان وجد. وغالبا هو حالهم ذلك المائل في هذا المنحى. فيما يلحظ نقاد آخرون، أن المسألة تخضع لحقوق الملكية الفكرية، ومن حق هؤلاء الاستفادة المادية والمعنوية من إرث آبائهم وأجدادهم، والتحكم في إدارة هذا الإرث وفق رغباتهم. يبقى القول: إن هذه الأغنيات التي تربت شريحة واسعة على سماعها، وحاكت وعبرت عن عواطفهم وأحاسيسهم في كثير من مواقف الحياة، تستحق أن تبقى صادحة، وأن لا تصمت أبدا.