مدت الأنشطة السياحية في القصيم جسرا بين ماضي المنطقة وحاضرها، حيث أحيت عروض الأواني المنزلية القديمة في واجهات المتاجر المشاركة في تلك الفعاليات الحنين إلى اقتنائها في صدور أبناء المنطقة، وأسهم الإقبال الكبير على شرائها في رواج أسواقها. ووجد الأهالي في العروض المصاحبة للفعاليات والمهرجانات سوقا مفتوحة على الماضي بكل تراثه الذي اندثر كثيره وبقي قليله، وأقبلوا على اقتناء الأطباق والدلال وفناجيل القهوة المعروضة في الأكشاك والأجنحة المخصصة لبيع الأواني القديمة. ويؤكد المواطن حمود الحمود، أن ما شجع على رواج وانتشار هذه السوق هو كثرة الفعاليات والأنشطة السياحية والاجتماعية التي تشهدها منطقة القصيم، فهذه الفعاليات تشهد إقبالا جماهيريا كبيرا، وتجد الأواني القديمة طلبا متزايدا من الأسر الزائرة؛ بغية اقتنائها للذكرى، أو استخدامها كمناظر جمالية في منازلهم. وينفي الحمود أن تستخدم الأواني المنزلية القديمة كأوان في الوقت الراهن، ويقول: «لا تستخدم الأواني القديمة أبدا إلا في حالات ضيقة جدا، كتقديم التمور فيها أو وضع الأكلات الشعبية وسطها، لتكون متناسبة مع أي حدث اجتماعي». ويذكر عبدالله المقبل، وهو بائع للأواني القديمة، أن تجارة الأواني المنزلية القديمة نمت في الشهور القليلة الماضية لأسباب عدة، أهمها رخص أسعار هذه الأواني، فهي في متناول الجميع، إضافة إلى عامل آخر هو إحياء الموروثات القديمة في المنطقة. وعلى رغم انتشار ونمو سوق الأواني المنزلية القديمة، إلا أن منطقة القصيم تفتقد إلى وجود سوق خاصة بتجارتها، ويعترف المقبل بهذا، ويقول «إن المهرجانات والفعاليات السياحية التي تنظم في المنطقة هي أفضل سوق لبيع هذه الأواني، إذ يوجد في القصيم نحو 30 مهرجانا سياحيا جميعها متاحة لمشاركة البائعين، وبإمكانهم عرض منتجاتهم كافة فيها، والاستفادة من الحراك الذي تشهده المهرجانات نتيجة كثرة مرتاديها.