تحركت وزارة التربية والتعليم ممثلة في إدارة تعليم الرياض أمس إثر نشر «عكاظ» تقريراً يبرز طلب معلم في مدرسة أهلية تقبيل رأسه وقدميه مقابل الحصول على عشر درجات إضافية وأسئلة اختبار الرياضيات، ووجهت إدارة التربية بتشكيل لجنة تضم مسؤولين ومختصين للتحقيق مع المعلم وتقصي الحقائق، واتخاذ إجراء حازم مع المعلم المخالف، وإدارة المدرسة التي شهدت الواقعة. وتعهدت إدارة التربية والتعليم باتخاذ إجراء حازم وحاسم حيال المخالفة التي تتنافى ومسلك العملية التربوية والتعليمية، ونبهت بأن لجنة القضايا التربوية في قسم المتابعة في إدارة تعليم الرياض ستصدر ما يلزم حيال كل من تسبب بأضرار أو تعدى على حقوق الطلاب. «عكاظ» زارت أمس المدرسة الأهلية التي شهدت الواقعة، وتبين أن المعلم الوافد الذي يحمل جنسية سورية ويتولى تدريس مادة الرياضيات تغيب عن عمله لأسباب لم تكشف عنها إدارة المدرسة التي يعمل فيها المعلم. من جهة أخرى، أكد نائب رئيس لجنة الشؤون التعليمية والبحث العلمي في مجلس الشورى الدكتور أحمد آل مفرح، أن تصرف المعلم غير لائق تربويا واجتماعيا، مستغربا وجود معلم يتحلى بمثل هذا السلوك ويتولى تدريس الطلاب، ووصف آل مفرح تصرف المعلم «بالجائر وغير المقبول تربوياً وإنسانياً»، وزاد «في حالة خلوص نتائج التحقيق إلى إدانة المعلم فإن هذا الأمر يعكس غياب الاهتمام والمراعاة لمشاعر الطلاب في النواحي الاجتماعية والسلوكية والتربوية، مؤكداً أن هذا التصرف يعد عملا مشيناً وسيكون هناك عقوبة رادعة تتمثل في العديد من الإجراءات، أبرزها إعفاؤه من التعليم ووضعه على القائمة السوداء لكيلا يتمكن مستقبلا من العمل في المملكة في أي مجال آخر». الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان وصفت على لسان مسؤول بارز فيها التصرف بأنه غير مقبول من معلم يفترض أن يكون قدوة ومرشداً للطلاب في أخلاقيات التعامل والآليات التي تحكم العلاقة بين الصغير والكبير، وأضاف أن هذا العمل الذي أقدم عليه المعلم يعد تجاوزاً وانتهاكاً لحقوق الطلاب، وطالبت الجمعية بالكشف على سلامة قواه العقلية، وتعهد المسؤول الذي تحدث ل «عكاظ» أمس بمتابعة ملف القضية مع الجهات ذات العلاقة، مؤكداً في الوقت نفسه تمسك الجمعية بحقها في تطبيق النظام بحق المعلم الذي انتهك حرمة العملية التربوية والتعليمية، ولفت المسؤول أن جمعية حقوق الإنسان استقبلت بعض القضايا التي تتعلق بعلاقة الطالب بالمعلم أو علاقة المعلم بإدارة المدرسة أو علاقة الأسرة بالمدرسة، وخلص المسؤول إلى المطالبة بوضع مرشد لآلية التعامل بين المعلم والطالب بحيث تكون حقوق المعلم وحقوق الطالب واضحة للجميع ويحترمها. وكانت «عكاظ» نشرت أمس تقريراً يبرز استغلال معلم وافد أزمة الامتحانات النهائية بمساومة طلابه في المرحلة المتوسطة، وإجبارهم تقبيل رأسه وقدميه مقابل تحسين نتائجهم في مادة الرياضيات وإعطائهم أسئلة الامتحان، مستغلا حاجة الطلاب للدرجات. وخير معلم مادة الرياضيات، وهو سوري الجنسية (42 عاما)، طلابه في مدرسة أهلية في حي المصيف شمالي الرياض ما بين تقبيل رأسه للحصول على عشر درجات، وتقبيل قدميه للحصول على أسئلة الامتحان. ويقول ل «عكاظ» عبد المحسن (13 سنة)، وهو أحد طلاب المعلم المتعسف، إن المعلم بدأ مساومته عن طريق لعبة تشجع على المساومة، إذ أبلغ طلابه بأن من يقبل رأسه سيحصل على عشر درجات، ومن يقبل قدميه يحصل على أسئلة الاختبارات. وأضاف «قبلت قدمي المعلم، وحدد مواقع الأسئلة التي سيقدمها لنا في أول أيام الامتحان، بينما قبل زميلي الآخر رأسه وقدميه للحصول على عشر درجات، وأسئلة الاختبار».