أوضح المستشار القضائي والمستشار العلمي في الجمعية العالمية للصحة النفسية في دول الخليج والشرق الأوسط الخاص الدكتور صالح بن سعد اللحيدان؛ أن كثيرا من كتب الأحاديث الشهيرة خصوصا المؤلفة في القرنين السادس والسابع تحتاج لدقة وعناية أكبر لورود ملاحظات عليها. وقال ل«عكاظ» ما جاء عن الإمام ابن الجوزية في كتابه الموضوعات والذي يحوي قرابة ألف حديث موضوع، شمل بين طياته أحاديث صحيحة ذات أسانيد عالية التوثيق والتثبت. واستغرب اللحيدان تضعيف ابن الجوزي بعض الأحاديث الحسنة قائلا لم أجد مبررا لفعله أو سببا لتحويله إلى موضوع. مستشهدا بكتب أخرى ذات الطابع نفسه كالإمام الشوكاني حين قام بتضعيف حديثين صحيحين في كتابه، إضافة إلى أن ابن عساكر صاحب كتاب تاريخ دمشق قام بتضعيف أحاديث صحيحة، كما أن العلامة ابن الأثير الجوزي والذي ألف أحد عشر مجلدا تحوي قرابة العشرين ألف حديث خلط بين الموضوع والضعيف والحسن. وأردف بأن هناك أحاديث شهيرة تتناقل بين الناس رغم أنها نسخت كقوله صلى الله عليه وسلم (صلاة الجماعة تفضل صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة) وفي رواية بخمس وعشرين درجة فهذا حديث صحيح لكن الناسخ له حديث الأعمى (فإني لا أجد لك رخصة). كما أشار إلى بعض القضاة أو المحققين المعاصرين من طلبة العلم من يعمد تضعيف بعض الأحاديث احتجاجا على الراوي. مستنكرا على كل من ضعف الأحاديث عن طريق الراوي، قائلا لابد أن يتثبت ويتحقق من الراوي أثناء نقله للحديث فلربما قاله قبل ضعفه أو خلطه. مضيفا «غالب الأحاديث الموضوعة موضحة في الكتب أمثال (من زارني وجبت له شفاعتي) و(من حج فلم يزرني فقد جفاني) بيد أن مجموعة من الخطباء والعوام خصوصا في الدول الإفريقية يتمسكون ببعض هذه الأحاديث الموضوعة متجاهلين الحقيقة».