يبدو المشهد السياسي العربي بعد الاعتداء على أسطول الحرية الذي كان يحمل ناشطين سياسيين وحقوقيين من أجل كسر حصار غزة، وذهب بعضهم ضحية الاعتداء من قبل استخدام القوة الإسرائيلية مشهدا اختلطت فيه كل الأوراق في مناخ يتجادل فيه المجتمع الدولي حول تشكيل لجنة تحقيق في الأحداث الدموية التي كشفت عن زيف الوجه الإسرائيلي والديموقراطية المزعومة، وفي حال نجاح مهمة التحقيق لهذه اللجنة التي تقوم على كشف الحقائق فيما يتعلق بأسطول الحرية سوف يقود الأمر إلى تقرير غولدستون رقم «2» والمتعلق بالحرب على غزة، وهمجية تلك الحرب، وسوف يؤدي ذلك أيضا إلى فضح الانتهاكات التي يمارسها الكيان الإسرائيلي ضد القانون الدولي. هناك تحرك من جانب آخر يقوده رجل الجامعة العربية الأول عمرو موسى، وهو تحرك يتجه نحو تحقيق المصالحة الفلسطينية وبالتالي تعزيز الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني المنقسم داخل الانتماءات السياسية بين فتح و «حماس». وهي الانقسامات التي ألقت بظلالها على القضية الفلسطينية في راهنها ومستقبلها، وتأتي مباحثات عمرو موسى مع قيادات «فتح» و «حماس» في ظل انقسام دولي حول أسطول الحرية وتداعياته وتقرير غولدستون «2» والأفكار التي حملها هذا التقرير. فهل تنجح جهود الجامعة العربية وتجعل الفلسطينيين أكثر التفافا حول قضيتهم المركزية من أجل مواجهة الغطرسة الإسرائيلية بموقف واحد وموحد. هذا ما يأمله الجميع، خاصة كل الأطراف العربية، وبالذات الدول المركزية المعنية والمهتمة بحاضر ومستقبل القضية الفلسطينية. وهل تثمر هذه الجهود عن ما يعزز الوحدة الفلسطينية أم تتجه الأمور إلى مزيد من التشتت والانقسام؟! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة