بلغت درجة الحرارة في المدينةالمنورة أمس ال59 درجة مئوية، وفقا لرصد شاشة مرتبطة بمقياس حرارة تابع لإحدى المنشآت، ما أثار تساؤلات عن حق الموظفين في التوقف عن العمل بعد ثبوت تجاوز درجات الحرارة 50 درجة. وفيما أقر وكيل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور سعد المحلفي بلوغ درجات الحرارة في المدينة عتبة ال60 تحت الشمس بسبب التركيبة الجيولوجية للمنطقة، أكد مدير فرع وزارة الخدمة المدنية في المدينة عدم وجود أية مادة نظامية تتعلق بدرجات الحرارة إطلاقا، تاركا مسألة إيقاف العمل الميداني تحت درجة حرارة معينة إلى ما اعتبره من شأن مكتب العمل فيما يخصه. يذكر أن وزارة العمل أصدرت الأسبوع الماضي قرارا بتنظيم أوقات العمل تحت أشعة الشمس في شهري يوليو وأغسطس من كل عام، ويبدأ العمل به العام المقبل. وأثار مقياس لدرجة الحرارة لمصرف محلي في المدينةالمنورة أزمة بين الموظفين والخدمة المدنية ومكتب العمل، بعد أن رصد عند الساعة 11.40 أمس وصول درجات الحرارة إلى 59 درجة مئوية، في الوقت الذي أعلن فيه مركز التحاليل والتوقعات في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن الدرجة العظمى المتوقعة 44 درجة مئوية. وأوضح مدير المصرف سامي محمد عاكف في حديث إلى «عكاظ» أن المقياس يخضع للصيانة الدورية وعلى كفاءة عالية ويعد من أحدث أجهزة الرصد الجوي، مستبعدا وجود أعطال لحقت به. في المقابل، أقر ل «عكاظ» وكيل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة للأرصاد الدكتور سعد المحلفي بصحة رصد درجات حرارة في المدينةالمنورة التي تلامس 60 درجة مئوية تحت الشمس، بطبيعة التركيبة الجيولوجية للمنطقة كونها واقعة وسط حرات وصخور بركانية. وقال المحلفي: «الدرجات المعلنة رسميا من قبل الرئاسة هي درجة حرارة الهواء تحت الظل، إذ يوضع المقياس الجوي في صندوق يحجب أشعة الشمس، ويرتفع عن سطح الأرض مسافة مترين اثنين». وأفاد وكيل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة للأرصاد، أنه لا يمكن أن تصل درجة حرارة الهواء في كامل الكرة الأرضية أكثر من 51 درجة مئوية، مشيرا إلى أن وضع مقاييس الرصد الخاصة للمصارف والسيارات تحت الشمس يعد بعيدا عن المعايير المتبعة في الرصد الجوي عالميا. من جهته، حمل مدير فرع وزارة الخدمة المدنية في المدينةالمنورة محمد سليمان بن حسان مكتب العمل مسؤولية منح عطل رسمية للعاملين، كونها الجهة المعنية بمتابعة الشركات ومؤسسات القطاع الخاص، والتي يغلب عليها العمل الميداني على عكس موظفي القطاع الحكومي الذي يغلب فيه العمل المكتبي. وبين بن حسان أن «نظام الخدمة المدنية لا يتضمن أي شيء يتعلق بدرجات الحرارة إطلاقا، ولا يجيز منح العطل الرسمية حتى وإن تجاوزت درجة الحرارة 50 درجة مئوية». وتوجهت «عكاظ» إلى مدير مكتب العمل في المدينةالمنورة عبدالخالق العتيق لسؤاله حول اختصاصه في هذا الشأن إلا أنه رفض التعليق، قائلا: «لا أجيب على أي استفسار صحافي بالهاتف». وكان وزير العمل الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي أصدر أخيرا قرارا وزاريا يقضي بتنظيم أوقات العمل تحت أشعة الشمس في شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) من كل عام. ونص القرار على أنه، لا يجور تشغيل العامل في الأعمال المكشوفة تحت أشعة الشمس من الساعة 12 ظهرا إلى الساعة الثالثة مساء خلال الفترة من 1 يوليو (تموز) إلى نهاية أغسطس (آب) من كل عام. ودعا القرار صاحب العمل، عند تنظيم ساعات العمل طبقا لأحكام المواد 98، 99 و 100 من نظام العمل، مراعاة ذلك. واستثنى القرار العمال الذين يعملون في شركات النفط والغاز، وكذلك عمال الصيانة للحالات الطارئة، على أن تتخذ الإجراءات اللازمة لحمايتهم من أضرار أشعة الشمس. وأوضح القرار الذي سيبدأ العمل به اعتبارا من العام المقبل، أنه تطبق على مخالفة هذا القرار أحكام العقوبة المنصوص عليها في المادة (236) من نظام العمل.