قد يبدو كتاب (كيف تحكى حكاية .. نزوة القص المباركة بائعة الأحلام) للروائي الكولمبي «غابرييل غارسيا ماركيز» أشبه بحكايات، تروى كل قصة فيه عدة مرات بطرق مختلفة، ويمكن للقارئ أن يضيف رؤية أخرى للقصة من خلال ذاك الكم الهائل من «العصف الذهني». يمكن أيضا تصنيف الكتاب على أنه أكاديمي في صناعة المسلسلات، فيما «ماكيز» يقول: «إن التلفزيون اتصلوا بي ليطلبوا مني ثلاث عشرة قصة حب تدور أحداثها في أمريكا اللاتينية، وبما أنه كانت لدي ورشة سيناريو في مكسيكو، فقد ذهبت إلى هناك، وقلت لأعضاء الورشة: نحتاج إلى 13 قصة حب مدة كل واحدة منها نصف ساعة، وفي اليوم التالي جاؤوني ب 14 فكرة». تبدأ الورشة بفكرة «لص السبت» الذي تعود السرقة يوم السبت ليلا، لأن البيوت شبه خالية في الإجازة، وبدل أن يسرق هذا اللص، سرقت قلبه امرأة، حين غادر بيتها قدم لها بعض النصائح حتى لا يدخل اللصوص إلى بيتها. ثم ينتقل عمال الورشة إلى حكاية «عندما لا يحدث شيء»، ليفككوا الفكرة ويروي كل منهم القصة على طريقته إلى أن يصلوا لسيناريو نهائي، فيكتبها صاحب الفكرة عادة. في هذا الكتاب ستكتشف آلية صناعة التلفزيون والفروقات بينه وبين الأفلام، غابو يقول: «تقنية التلفزيون مختلفة، ليس هناك ما يحدث، ولكن هناك انطباعا دائما بأن شيئا ما على وشك الحدوث، ولهذا يبقى أحدنا جالسا ينتظر». فيما الأفلام يراها «روبرتو» بشكل آخر، في كل مشهد يجب أن يحدث شيء ما وإلا لن يشاهد الفيلم. أحيانا تحبطهم إحدى القصص لكثافة أحداثها، وأنه لا يمكن لهم روايتها بنصف ساعة، فيقول أحدهم: «لا، لن نستسلم بسهولة أمام هذه القصة، إنها تحد علينا مواجهته، الشيء الوحيد الذي يقلقني هو أنه لا يوجد لدينا وقت لرواية قصة الحياة هذه». في نهاية الكتاب، يروي «ماركيز» قصة «بائعة الأحلام» التي كانت البذرة التي انطلقت منها فكرة المسلسل التلفزيوني، وكان عنوانها «أؤجر نفسي لكي أحلم»، وهي قصة امرأة وجدوا جثتها وكانت ترتدي خاتما، يشبه خاتم امرأة التقى بها في فيينا قبل 34 عاما، دار حوار وحيد بينهما، وسألها كيف استطاعت البقاء في فيينا وهي من أمريكا اللاتينية، أو كما قال هو: «سألتها عما فعلته حتى استطاعت تثبيت نفسها بتلك الطريقة الراسخة في ذاك العالم البعيد جدا، فردت علي بعبارة أشبه بالصفعة: إنني أبيع الأحلام». S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة