كشفت الدراسات أن المملكة هي أكثر دولة في العالم في نسبة الخسائر البشرية من الحوادث المرورية، وفي البداية يجب أن ندرك أن طريقة معالجة إدارة المرور للحوادث وأساليبها الحالية في إجراءات استخراج الرخص وتجديدها، وكذلك طريقة في التوعية المرورية لم تؤت ثمارها بالشكل المنشود ولم تخفف من كثرة الحوادث وإلا لما بقي الحال كما هو عليه والنظام الذي لا يحقق أهدافه يجب تغييره أو تطويره فكل نظام في العالم وضع من أجل تحقيق هدف أو أهداف معينة، فجهاز الجوال مثلا مكون من نظام هدفه إجراء الاتصال وإذا لم يحقق الهدف ينبغي إصلاحه أو تغييره، وكذلك نظام التوعية المرورية ينبغي إصلاحه وتطويره ليحقق أهدافه، ولعلنا نتحدث هنا عن بعض المقترحات في سبيل الحد والتقليل من هذا القتل الذي استباحته تلك الطرق بشكل يومي في سبيل تنمية تطوير النظام المروري وتنمية الوعي المروري لدى السائقين: أولا: فنظرا لكون تجديد رخصة القيادة يتم بدون شروط سوى كشفا طبيا مختصرا فينبغي تغيير هذا النظام وجعل تجديد الرخصة مرتبط بدورة تذكيرية بأنظمة المرور فالناس لم تعد تبال بالأنظمة ونسيتها رغم أن الأنظمة المرورية وضعت من أجل عدم وقوع أي حادث ولو تمسك الناس بالنظام لخفف ولمنع كثيرا من الحوادث بإذنه تعالى. يضاف إلى ذلك الدور جملة من النصائح المرورية يتخللها قصص لبعض الحوادث الشنيعة وصورا للمصابين جراء الحوادث وتنتهي هذه الدورة باختبار يضاف إلى اختبار القيادة. ثانيا: إعادة النظر في إجراءات استخراج الرخصة بحيث يرتبط استخراجها بالحصول على الدورة السابقة. ثالثا: الحزم والتشديد على رجال المرور بوجوب الشدة والصرامة بشأن مرتكبي المخالفات المرورية من سرعة وقطع إشارة وتجاوز من الطرف الأيمن والتجاوز في المنحنيات وعلى الكباري والدخول من شارع صغير إلى شارع عام، وكل مسببات الحوادث وتوعيتهم بأن هذا الإهمال وهذا التسامح سبب كثيرا من الحوادث المميتة. رابعا: نحن في زمن البحث العلمي وفي زمن التقدم والتطور في شتى المجالات بسبب التقدم في البحث العلمي والدراسات العلمية فينبغي إنشاء مركز أبحاث لإجراء الدراسات اللازمة حول مسببات الحوادث المرورية والنظر في نتائج هذه الدراسات ومعالجتها. خامسا: ينبغي ألا تمر بعض الحوادث المرورية «حتى لو لم يكن هناك وفيات» مرور الكرام فيجب تحويل أولئك السائقين المهملين واللامبالين إلى المحاكم الشرعية لينالوا الحكم الشرعي إذا علمنا أن بعض سائقي الشاحنات قد تعمد الإهمال مثل إطفاء الأنوار الخلفية ليلا وقد قتلت هذه الطريقة عائلات بأكملها في مدينة جيزان وغيرها. سادسا: التوعية المرورية وفي هذا الجانب نجد أن إدارة المرور قد بدأت العمل به ولكن عن طريق بعض الإعلانات البسيطة والغير مؤثرة في بعض الفضائيات فينبغي وضع إعلانات مفيدة ومؤثرة وتحمل فكرا ووعيا يدركه الجميع، كما يجب أن تعدد قنوات التوعية ليس عن طريق التلفزيون وحده ولكن يجب مشاركة وسائل الاتصال الأخرى كالرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني وإنشاء موقع يعنى بهذا وتضاف فيه صورا وأفلاما للحوادث، وكذلك ينبغي التوعية عن طريق الصحف الورقية والإلكترونية. سابعا: ينبغي نشر الأنظمة المرورية عن طريق وسائل الاتصال المذكورة أعلاه بالإضافة إلى نشرها عن طريق بروشورات صغيرة توزع عند إشارات المرور وعند المساجد وفي الملاعب وفي الأماكن العامة. لذا فإن التغيير أصبح ضرورة ويجب الوصول إلى طرق مبتكرة يفهمها الناس لتوعيهم بما يجب فعله للحد من هذا التهور وهذه الدماء التي تسكب يوميا بسبب قلة الوعي والتطبيق لأنظمة المرور. مجيب الرحمن العمري جامعة الملك عبد العزيز