عاشت امرأة خمس دقائق عصيبة ومأساوية حينما اختطف سائق سيارة أجرة (باكستاني الجنسية) طفلها البالغ من العمر عامين ونصف العام وهرب به إلى مكان غير معلوم قبل أن تسقطه سلطات الأمن في وقت قصير وتعيد الطفل المختطف إلى حضن والدته. الحدث المثير شهده أحد شوارع حي الرحاب البارحة الأولى، عندما استقلت مواطنة سيارة أجرة (ليموزين) وأجلست طفلها الصغير في المقعد الأمامي حسب المعتاد، وطلبت من الباكستاني إيصالها إلى منزلها في الرحاب. عمد المتهم إلى ملاطفة الصغير وملاعبته طوال الرحلة القصيرة التي انتهت أمام باب منزل الأم. ولم تمض الأمور على مايرام في اللحظات التالية فما أن هبطت السيدة من مقعدها الخلفي لإنزال طفلها حتى تحرك السائق بمركبته بسرعة فائقة في الوقت الذي كانت فيه الأم تجاهد للتشبث بأجزاء ومؤخرة السيارة بلا طائل. وفي دقائق معدودة غاصت الليموزين وسط أزقة الحي المكتظ وضاع صدى صرخات الأم مع الرياح ومع ذلك لم تضع وفتا فسارعت إلى إبلاغ غرفة عمليات شرطة جدة بتفاصيل ما حدث لطفلها وهروب السائق الخاطف في اتجاه الشمال في شارع أم القرى. مدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي ومدير الدوريات العقيد سعد الغامدي أصدرا تعليمات عاجلة إلى كافة الفرق العاملة بسرعة إنقاذ الطفل المختطف وملاحقة الجاني مع الحرص على ضمان سلامة الصغير وعدم تمكين الخاطف من إيذائه والفرار به. وفي الحال أعلنت كافة الجهات الأمنية حالة الاستنفار القصوى بعد تمرير المعلومات إلى كافة القطاعات الميدانية التي سارعت إلى تطويق كل الشوارع المحيطة بحي الرحاب والطرق الفرعية المتجهة شمالا وغربا، التحلية، أم القرى وما جاورهما، ليتم رصد سيارة أجرة في شارع التحلية القريب وتنطبق عليها مواصفات المركبة المشتبهة على مسافة اثنين كيلو متر من منزل الأم، لم تشأ الفرق الميدانية ملاحقة السيارة الخاطفة ومطاردتها وعمدت إلى مراقبتها من بعد؛ حرصا على سلامة الطفل وحمايته من أي تصرف منفعل من الخاطف فتمخضت المتابعة اللصيقة عن توقيف السيارة ومنع فرارها بواسطة عناصر راجلة طوقتها من كل الجوانب، في الوقت الذي تقدم فيه عنصر إلى المقعد الأمامي محررا الطفل الذي كان في حالة من البكاء الحاد. واجه رجال الأمن الخاطف الباكستاني وسؤاله عن سر هروبه فزعم في التحقيقات الميدانية أنه لم يكن يعلم بوجود الصغير في مركبته، غير أن إنكاره لم يمض إلى نهايته، لا سيما أن الطفل كان يجلس في المقعد الأمامي ولم يكف عن البكاء طوال رحلة الهروب والسقوط. إلى ذلك أبلغ المتحدث الرسمي في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد، أن الأجهزة الأمنية فتحت تحقيقا موسعا مع السائق الباكستاني لمعرفة دوافع فعلته، كما تجري علميات بحث موسعة عن جرائم مماثلة تعرض لها آخرون وربطها مع سلوك وتصرف المتهم.