يلقب مدرب نيجيريا لكرة القدم السويدي لارس لاغرباك، ب «ملك التصفيات» بعد أن قاد منتخب بلاده بنجاح إلى 5 بطولات كبيرة على التوالي، واشتهر بوسائله التكتيكية وميله إلى الصرامة والقساوة على حساب اللعب الجميل. اكتسب لاغرباك (59 عاما) احترام السويديين وخصومه أيضا، رغم الانتقادات التي طالته من الصحافة على طريقة اللعب المملة التي يقدمها المنتخب السويدي، لكن مساهمته في إيصال السويد إلى بطولات أوروبا أعوام 2000 و2004 و2008 إضافة إلى مونديالي 2002 و2006 جعلته يتربع على عرش التدريب في السويد. وكان لاغرباك يمني النفس بقيادة منتخب بلاده إلى العرس العالمي للمرة الثالثة على التوالي بيد أنه فشل في ذلك، لكن سنحت أمامه فرصة التواجد في جنوب أفريقيا من خلال تعاقده مع الاتحاد النيجيري لمدة 5 أشهر. ارتبطت صورة المدرب الحاد البصيرة، بهدوء ملفت يشبه طرقه التكتيكية، فهو لا يتعرض للحكام من خط الملعب ولا يثير الخصوم واللاعبين، أنما يراقب المباريات بتركيز خارق، في بزته الرياضية شابكا يديه على صدره وعاقدا حاجبيه. ولا يخفي المدرب الصامت-العنيف انزعاجه من بعض الألقاب المطلقة عليه، وهو لا يحبذ اللقاءات الإعلامية كثيرا إذ يعتبرها مضيعة للوقت لأنه يحب التركيز على العمل. لم تكن مسيرة لاغرباك غنية عندما كان لاعبا في أندية البي وغيموناس المتواضعة، فانتقل بعد 3 سنوات من اعتزاله إلى التدريب عام 1977 مع نادي كيلافورس ثم اربرا وهوديكسفال المتواضعة ولم يكن السويديون يعلمون باسمه. طرق لاغرباك باب المنتخب السويدي عام 1990 عندما أشرف على منتخب الشباب ولعب دور «الجاسوس» على خصوم المنتخب السويدي في مونديالي 1990 و1994 حيث ذاق طعم الانتصار عندما حلت السويد ثالثة أمام بلغاريا. عين لاغرباك عام 1998 مساعدا لطومي سودربرغ مدرب المنتخب الأول القادم من منتخب تحت 21 سنة خلفا لطومي سفنسون، ثم أصبح المدرب الأول بالمشاركة مع سودربرغ نفسه بعد سنتين نظرا لتقدير الأخير لخططه التكتيكية الرائعة، لينتهي به المطاف مدربا وحيدا للسويد بعد أوروبا 2004 التي خرجت فيها من ربع النهائي أمام هولندا في ركلات الترجيح. ورغم توليه منصب المدرب منفردا إلا أنه يدين بالفضل لرجل واحد هو سودربرغ، والملفت أن العلاقة الناجحة ظهرت بين سودربرغ ومساعده منذ 2004. مشوار لاغرباك الأخير مع السويد كان خلال مونديال 2006 تمكن فيه من التأهل إلى الدور الثاني من مجموعة ضمت إنجلترا والبارغواي وترينيداد وتوباغو، غير أنه وقع بمواجهة ألمانيا صاحبة الأرض لتنتهي رحلته المونديالية (0-2) ويضع نصب عينيه تكرار الانجاز ذاته مع نيجيريا في جنوب أفريقيا. ويصر المدرب المخضرم على أولوية اللعب الجماعي وتحمل كل لاعب مسؤولياته على أرض الملعب، «كل لاعب لا يسير في سفينة الفريق لن يكمل المشوار أيا كان اسمه»، وهو رغم اقترابه من سن التقاعد وإعلانه اعتزاله سابقا إلا أنه قرر متابعة المشوار حتى مونديال 2010.