إحساس غامر بالامتنان استشعرته بتحرك إمارة منطقة عسير مباشرة بعد نشر «عكاظ» بتاريخ 1 يونيو .. تقريرا مصورا يجسد فيه مجموعة طلاب مشهد تكفين طالب على قيد الحياة وحمله على نعش أمام 700 طالب في طابور الصباح. وباتخاذ أمير منطقة عسير قرار التحقيق في الواقعة التي شهدتها مدرسة حراء في خميس مشيط، وتكليف جهات أمنية ومن التربية والتعليم باستجواب من له علاقة ويقف خلف الفكرة، أتمنى أن يعي كل عضو هيئة تدريس وإداري في مدرسة حجم الرفض لهذه الممارسة وطالما هي غير موجودة في المنهج فيجب محاسبة من يدرجها ويفرضها على الطلاب بداية من إدارة المدرسة التي وافقت على تجسيد المشهد. الخبر المنشور أمس في «عكاظ» وينقل الموقف الذي سجله الأمير المستنير فيصل بن خالد واعتباره المشهد محل حديثنا «يتنافى تماما مع البيئة التعليمية، ويعتبر تعديا واضحا على سياسة العملية التربوية»، وتوجيه أعلى سلطة في المنطقة بضرورة رفع نتائج التحقيقات سريعا، «لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المخالفين»، وقفة تستحقها الأجيال للحماية والتحصين الفكري ولإرساء قواعد الحزم التي تحمي العقول الغضة من توغل السوداوية فيها بدلا من استزراع حب الحياة والبقاء والنماء. نحتاج هذا الضوء في الظلام الدامس الذي تعيشه الأجيال، والموازنة بين معلومات الرحمة والعذاب إن كان ولابد من توافرها رغم اعتراضي على ضخها إلى عقول غضة وأذهان فتية، العنفوان إذا تم تلغيمه بلغة الموت والعنف أنتج أجيالا متجهمة نافرة من الحياة، مجرد طرحه في بيئة تعليمية تربوية يعني صياغة الوعي والوجدان الجمعي، وأن يساق المراهق إلى ساحة المدرسة (يكتف) يديه مستسلما لمشهد الموت والكفن الذي ربما يكون اليوم لا يفقه إلى ماذا يرمز، فهذا لا يعني أن هذا المشهد لم يختزل في وعيه ولن يظهر مجددا ليفرز عن طاقة سلبية لابد من تفريغها للخلاص من إحساس الكبت وما يضخ للوعي يفرزه الوعي بطريقة أو بأخرى وغني عن القول إن العنف أحد وسائل التعبير. ليست الإشكالية في فكرة الموت والكفن والجنازة إذا ما طرحت ضمن تخصص في إحدى الجامعات أو طلبها الإنسان (الناضج) باحثا عنها، الكارثة أن تكون السياسة التربوية ترى في هذا المشهد أهمية كبرى بحيث يتسيد المشهد العلمي والفكري والتربوي في ساحة مدرسة..!، وبكل جسارة في زمن مكافحة الإرهاب وإرساء فكر التسامح والإنماء!. للمناقشة: هل المراهق في هذه السن مطالب بمعرفة تفاصيل الموت والتكفين وأسلوب حمل الميت؟ كم مراهق في حياتنا يقوم بهذا الدور حتى يحتاج أن يتعلمه ويتثقف حوله؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة