كشف مدير الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة الدكتور محمد بن علي العقلا أن الجامعة قدمت للعام الدراسي المقبل أكثر من أربعة آلاف منحة لطلاب العالم الإسلامي. وأبان الدكتور العقلا في حوار مع «عكاظ» أن 30 ألفاً من خريجي الجامعة ينشرون قيم التسامح والاعتدال والوسطية في دول العالم كافة. وأكد مدير الجامعة الإسلامية أن جميع الخريجين لم يثبت تلبس أي واحد منهم بانحراف فكري أو عمل متطرف. وأماط الدكتور العقلا اللثام عما تعمل عليه الجامعة في مستقبل الأيام حول تعزيز الأمن الفكري «يعكف الآن فريق علمي بحثي على إعداد دراسة وطنية استراتيجية عن الانحرافات الفكرية في المجتمع السعودي، وهي الدراسة التي ستوزع استباناتها على عينات من طلاب التعليم العام والجامعي والمسؤولين في جميع مناطق المملكة، وستصل إلى نتائج مهمة نرجو أن تسهم في صياغة استراتيجية وطنية للأمن الفكري». فإلى تفاصيل الحوار: • يعتقد البعض أن مؤتمر الإرهاب الذي عقدتموه قبل نحو شهرين اقتصر على التوصيات فقط، كيف ترد؟ الجامعات في كل أنحاء العالم لها أدوار تؤديها ونحن من تلك الجامعات، ومن دور الجامعات البناء في الفرد والمجتمع وما عملناه يعد من ذلك، وخروجنا بالتوصيات ليس نهاية واجبنا. • إذا ما هي الإجراءات التي ستتخذونها في سبيل تفعيل التوصيات؟ سنجتهد في متابعتها بالتعاون مع الجهات والمؤسسات التعليمية والرسمية المعنية بتفعيلها وتطبيقها على الواقع، ونحن إن شاء الله على يقين بنتائجها الإيجابية. • البعض يتهم الجامعة الإسلامية بأنها تنظم ندوات وأنشطة بعيدة عن مجالها، فما ردك؟ المسؤولون في الجامعة يفتحون أبوابهم للجميع ويسعون إلى أن تؤدي الجامعة رسالتها على أكمل وجه. • ولكن يقال إن هذا على حساب طلابها، وبعض الطلاب يشتكي من وجود تعسف بحقهم وعدم وجود صوت يعبر عن احتياجاتهم؟ الجامعة طلابها من أهم واجباتها، والطالب الجامعي فرد من المجتمع ينتفع من نشاطات وندوات الجامعة كغيره. وأؤكد أن ذلك ليس على حساب الهدف الأساسي الذي هو تخريج طلاب مؤهلين تأهيلا علميا سليماً. والطلاب هناك منهم من يخدمهم عبر عمادة شؤون الطلاب في الجامعة كونها متخصصة في متابعة كل متطلباتهم وقلوب المسؤولين في الجامعة مفتوحه قبل أبواب مكاتبهم. • 48 سنة مرت على إنشاء الجامعة الإسلامية في المدينة، فكيف تنظرون لما أدته طوال تلك السنين؟ الجامعة قدمت وما زالت تقدم الكثير خارجياً وداخلياً ونحن نكمل ما بدأه قبلنا رؤساء ومديرو الجامعة ونطمع في أن يتضاعف العطاء بفضل الله ثم بالدعم المتواصل الذي تجده الجامعة كغيرها من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني فالجامعة هدفت من خلال إنشائها إلى تعليم أبناء العالم الإسلامي وتأصيلهم التأصيل الشرعي. • وماذا تم لتحقيق رؤية الجامعة ورسالتها؟ تميزت الجامعة من خلال خريجيها بعدة مزايا منها التنوع والانتشار، فلا تكاد توجد مدينة في العالم إلا وقد درس أحد أبنائها في الجامعة وتخرج فيها وعاد إلى بلده ليخدم مواطنيه، كما تميز الخريجون بالسمعة الحسنة والاعتدال في المنهج والبعد عن التطرف والغلو التي ميزت خريجي الجامعة، وكذلك تأهل كثير من خريجي الجامعة للقيادة في بلدانهم ومجتمعاتهم، ووصولهم إلى مناصب ريادية حيث وجد منهم الوزراء والقضاة والعلماء والدعاة، كما أن الجامعة دعمت منظمات العمل الإسلامي بخريجيها الذين عملوا في رابطة العالم الإسلامي والهيئات المنبثقة منها، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، والبنك الإسلامي للتنمية، وغيرها. • ما هي جهود الجامعة في الدعوة للدين خارج المملكة وما هي سبل تواصلها مع خريجيها؟ للجامعة أهداف تسعى لتحقيقها وقد عملت على ذلك منذ إنشائها، وأعظم الجهود التي تقدمها الجامعة في مجال الدعوة خارج المملكة هو تخريج هؤلاء الطلاب الذين بلغوا إلى الآن أكثر من 30 ألفاً وعادوا إلى أوطانهم دعاة وسطية واعتدال وتسامح، وتقلد الكثير منهم مناصب عليا وقيادية في بلدانهم تدعم ممارستهم للعمل الدعوي. أما موضوع التواصل مع الخريجين فقد أنشأت الجامعة عمادة للخريجين اهتماماً بهم، وقد عملت العمادة على إنشاء قاعدة بيانات للخريجين بلغ عدد المسجلين بها حتى الآن أكثر من 13 ألف خريج ونسعى لتسجيل بيانات أكبر عدد من الخريجين لتسهيل التواصل معهم في بلدانهم، كما أن الجامعة أقامت ملتقيات لخريجي الجامعات السعودية من أفريقيا وآسيا وأغلبهم من طلابها بهدف التواصل وتبادل الخبرات. • لكن يتردد أن نسبة قبولهم تدنت ولم تكن مثل السابق؟ على العكس بل زاد قبولهم ولله الحمد في السنوات القليلة الماضية بفضل ما تنتهجه الجامعة في نظام القبول، حيث اتجهت الجامعة إلى التوسع في القبول في كافة البرامج سواء في المرحلة الجامعية ومرحلة الدراسات العليا، والجامعة لم تقلص نسبة قبول الطلاب من خارج المملكة وقد قدمنا للعام المقبل أكثر من أربعة آلاف منحة لأبناء العالم الإسلامي، كما توسعنا في برامج خدمة المجتمع وبرامج الانتساب، وقريباً التعليم عن بعد. • ماذا تم في إنشاء الكليات العلمية وهل سنراها قريبا؟ تستعد الجامعة لتهيئة اللازم لبدء الدراسة بالكليات العلمية الجديدة التي صدرت الموافقة السامية من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على إنشائها، وهي كلية العلوم وكلية الهندسة وكلية الحاسب ونظم المعلومات. • ظهرت طروحات في أعقاب ال11 من سبتمبر ترمي إلى أن الجامعة الإسلامية حاضنة للفكر المتطرف كيف تتعاملون مع ذلك؟ يكفي أن نقول إن الجامعة خرجت حتى الآن عشرات الآلاف، ولم يثبت تلبس أي من خريجيها بانحراف فكري أو عمل متطرف، ونحن نجد أن من خريجي جامعاتنا وزراء ومديري جامعات وأصحاب مناصب عليا ودعاة سلام في جميع أنحاء العالم ويشهد بذلك كل منصف، وندعو من يرمي بهذه التهم إلى زيارة الجامعة أو غيرها والاطلاع على المناهج الدراسية المؤصلة من الكتاب والسنة والجو التعليمي الذي يتميز بالحوار والتسامح والتعددية المنضبطة. • ولكن هناك حديث يدور بأن مخرجات الجامعة الإسلامية وأساليب التدريس فيها لم تكن بالمستوى المطلوب، كيف تردون على ذلك؟ مناهج الجامعة من أقوى المناهج علميا، وبنظرة على خريجيها يتبين ذلك لكل مشكك، وكما ذكرت فإن الجو التعليمي وأسلوب التدريس أسلوب تفاعلي يتميز بالحوار والتسامح، والطالب له كامل الحرية في المناقشة والسؤال والاستفسار، وأعضاء هيئة التدريس يتمتعون بكفاءة عالية في مجال تخصصهم، وفي مجال التدريس، ويتلقون باستمرار دورات تدريبية تطويرية من خلال برامج عمادة التطوير الأكاديمي وعمادة التعليم عن بعد، وتسعى الجامعة إلى الرفع من كفاءة منسوبيها عموماً وأعضاء هيئة التدريس خصوصاً كما هو الحال في كل الجامعات. • تحدثتم ذات مرة بأنه لا مكان في الجامعة لمن يحمل فكراً منحرفاً. فماذا عملتم لتعزيز ذلك؟ نحن في الجامعة أسرة واحدة لا يستطيع منحرف العيش بيننا، فبيئتنا لا تقبل به، ومجتمع الجامعة والحمد لله خالٍ من مثل هذه العينات. والجامعة مارست دورها في خدمة المجتمع بأكمله في محاربة الأفكار المنحرفة بتنظيم المحاضرات لكبار العلماء وإقامة الندوات والمؤتمرات التي تسلط الضوء على فساد تلك الأفكار وتضع الحلول للقضاء عليها، ومن ذلك مؤتمر الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف الذي حظي برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية كما يعكف الآن فريق علمي بحثي على إعداد دراسة وطنية استراتيجية عن الانحرافات الفكرية في المجتمع السعودي، وهي الدراسة التي ستوزع استباناتها على عينات من طلاب التعليم العام والجامعي والمسؤولين في جميع مناطق المملكة، وستصل إلى نتائج مهمة نرجو أن تسهم في صياغة استراتيجية وطنية للأمن الفكري. • إذا هل هذا له علاقة بما أعلنتم عنه حول أن الجامعة مقبلة على الانفتاح المنضبط؟ نحن بحاجة للروابط والتماسك بين جميع أفراد مجتمعنا، ونسير في قراراتنا على خطوات مدروسة ومتماشية مع عقيدتنا مراعية لعاداتنا وتقاليدنا، وما تشهده الجامعة من نهضة وتقدم ليس نتاج مجهود فردي أو تحرك شخصي أو نشاط مرحلي، نحن في الجامعة نعمل عمل الفريق المتكامل، ونسير على خطة استراتيجية نرجو أن تحقق أهدافها وأن تستمر إلى الأفضل، ونحن بذلك نواصل خطوات مباركة من الإدارات السابقة. • تواجه الجامعة تيارين مختلفين غير متوافقين فهناك من يطالب بالحفاظ على صورة الجامعة التقليدية التي أنشئت من أجلها وهناك من يرى ضرورة عصرنة الجامعة كيف تنظرون إلى الاتجاهين؟ نحن في الجامعة نسعى إلى التطوير والرقي بأدائنا لكن ليس على حساب ثوابتنا وأصولنا، فمعلوم أن المبادئ لا تتغير، والقيم لا يمكن التخلي عنها، لكن لا مانع كما ذكرت من التجديد المنضبط، خصوصاً وأن قراراتنا تتم بإجماع من اللجان الاستشارية العليا ونسير بخطى مدروسة ونحاول الابتعاد دائماً عن ارتجال القرارات أو الاستبداد بها. • يوجد من يرى أن هناك تصنيفا وإقصاء داخل أروقة الجامعة إلى أي مدى ترى صحة ذلك؟ الجامعة الإسلامية جامعة عريقة تأسست منذ خمسين عاماً تقريباً ودرس ويدرس فيها أبناء المسلمين من مختلف أصقاع الأرض، وهي تضم نخبة من العلماء من أعضاء هيئة التدريس، وما تفخر به الجامعة أنها تطبق العقيدة الإسلامية الصحيحة وفق ما جاء في كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، ووفق منهج الوسطية المعتدل بعيداً عن التطرف والجفاء. • قناة الجامعة الفضائية التي أعلنتم عن إنشائها، ما هي جدوى إنشائها، وهل ستكون ناقلة لرؤية الجامعة ورسالتها؟ الهدف من إنشاء قناة جامعتي هو نقل الفعاليات والأنشطة التي تنظمها الجامعة وكذلك إبراز رسالة الجامعة، وستنقل رؤية الجامعة إن شاء الله، كما ستكون نافذة للجامعة على المجتمع ينقل من خلالها أبرز الفعاليات والأخبار، وقد خصص لها مبنى وشكلت هيئتها الإشرافية وستبدأ بثها حالما ننتهي من وضع خطتها وتكتمل بنيتها التحتية بما يتوازى ومكانة الجامعة وعظم رسالتها. • هل سيتم مستقبلا فتح معرض الكتاب السنوي لكتب من تيارات مختلفة؟ مسألة إجازة الكتب أو منعها تتعلق بجهات رسمية مسؤولة عن المطبوعات في المملكة، ونحن نثق فيما تجيزه هذه الجهات، ولكن الجامعة كما تعلمون جامعة علمية شرعية ولمعرض الكتاب المقام فيها جمهوره الخاص، وهناك تلازم في كل معرض للكتاب بين ما يحدده طلب الجمهور وما تعرضه دور النشر. ونحن نسعى من خلال معرض الكتاب السنوي إلى تحقيق النفع العام دون التركيز على جوانب قد تكون محدودة التأثير. والحقيقة أن أرقام البيع عند العارضين تؤكد النجاح المستمر لهذا المعرض في جميع دوراته، وهناك خطة طموحة لتطوير المعرض في المستقبل. • وهل سنرى بائعات في أيام زيارة النساء للمعرض؟ بالنسبة للبائعات سيتم ذلك عندما يكون هناك استحداث أيام مخصصة للنساء.