لم تعد الفتاوى كثيرة بقدر ما هي متنوعة وغريبة، وبعيدا عن تناول مغازيها بين صواب وخطأ فإن لي ملاحظة واحدة، وهي أن جميع هذه الفتاوى تتعلق بأمور كانت معروفة من قبل، فلماذا الآن؟. أفتى الشيخ الخضير بتحريم الرياضة على النساء، لكن الرياضة النسائية موجودة منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، وكلنا يعرف الحديث الشريف «المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف»، والقوة تأتي من الشخصية والبدن، والبدن يصبح أقوى بالرياضة، ولم أجد حديثا أو فتوى واحدة طوال التاريخ الإسلامي تحرم رياضة الفتيات سوى الآن. فلماذا الآن؟، كل تلك الفتاوى التي أحدثت جدلا وفرقة هي لأمور ليست مستحدثة حتى نعطي مبررا بأنها لم تكن معروفة من قبل، بل هي موجودة منذ مئات السنين دون أن يعترض عليها أحد من المسلمين، فلماذا ظهر الآن من يحرمها؟ هل بلغ علماء اليوم درجة من العلم تفوق ما كان لدى السلف الأول، أم هي رغبة في الظهور فقط؟. ما الذي تخبئه لنا الأيام من فتاوى جديدة يا ترى؟. نحن في انتظار اجتهادات دينية هي أكثر فائدة ويسرا لحياتنا التي تزداد تعقيدا، فإذا بنا أمام فتاوى تعود بنا إلى الصفر المطلق. هل سيأتي قريبا من يحرم الكمبيوتر باعتباره يقود إلى اختلاط إلكتروني؟ هل ستظهر فتوى تحرم قيادة السيارة يوم الجمعة باعتباره يوم عبادة؟، هل ستظهر فتوى تحرم النظارة الطبية باعتبارها قد وقد وقد تتيح لصاحبها رؤية أشياء محرمة؟ ما الذي تحمله الفتاوى القادمة في جعبتها؟ الحياة تتشابك والفتاوى الغريبة تزيد من صعوبتها، وهي فوق غرابتها لا تحمل اجتهادا قابلا للنقاش، بل هي أفتت بقوة من يملك الحق ولا يقبل الجدل. ليت من أفتى قال «أنا أرى أنها مكروهة ..» أو «الرأي عندي أنها حرام»، لكنه عوضا عن ذلك قال بشكل قاطع «هي حرام» وصمت. وكلنا يعلم أن الفتاوى هي اجتهادات دينية لا يمكن الأخذ بها بشكل قاطع حيث الزمان متغير والبشر أنفسهم متغيرون. لن تتوقف موجة الإفتاء الغريب هنا، بل ستمتد كتسونامي يجتاح كل شيء طالما أصبح كل من قرأ كتابا يفتي، والأسوأ أن يجد من يصغي لفتواه. [email protected] للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 258 مسافة ثم الرسالة