رأيت أن تكون مشاركتي هذا العام غير تقليدية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين، فلن أكتب عن الأضرار والمخاطر التي تترتب جراء التدخين سواء على المدخن أو الآخرين من حوله. ولكن سوف أعرض تجربة شخصية في مجال مكافحة هذا الوباء لحماية المجتمع منه. فقد تعودت منذ فترة عند دعوتي من قبل الأقرباء أو الزملاء أو الأصدقاء لحضور مناسبة زواج أو غيرها من المناسبات الاجتماعية العامة، أن أوجه للداعي رسالة بالجوال أحثه فيها على محاولة منع مظاهر التدخين في الحفل بتذكيره بأن التدخين لم يعد مضرا بالمدخن بمفرده بل إنه يتعدى ذلك إلى الوسط الذي يدخن فيه في الأسرة أو العمل الوظيفي أو الأسواق والمنتزهات والمطاعم أو المناسبات الاجتماعية وذلك أن الأبرياء الحاضرين قد يتأثرون مثل المدخن أو أكثر، فالأطباء يقولون إن التعرض لدخان المدخنين أو الجلوس معهم في مكان واحد يعني تعرض غير المدخنين بما لا يقل عن 50 مادة تؤدي إلى السرطان ومواد كيميائية تؤدي إلى زيادة ضغط الدم وإتلاف الرئتين والإخلال بوظائف الكليتين وأمراض القلب وتصلب الشرايين وغيرها من أمراض أخرى تصيب الجهاز التنفسي بالضرر الشديد، ويؤكد الأطباء أيضا بأن ضرر التدخين السلبي يبدأ بعد دقيقة من استنشاقه وبعض الأطباء يقول بعد ثلاث ثوان. لذا فإن الأمر يحتاج إلى تعاون الجميع لمكافحة هذا الوباء بأن نعلن منع التدخين بأنواعه في تلك الأماكن العامة مثل مناسبات الأفراح (الزواج) حتى ولو كانت في الأماكن المفتوحة حماية للهواء الطلق من التلوث وحماية للبيئة ونقاء المناخ ومكافحة لمصادر الأمراض والبلاء. وكانت ردود الفعل مختلفة بين مستنكر أو صامت أو مستغرب أو مجامل أو مؤيد يستصعب الفكرة... ومن ضمن من وجهت لهم الرسالة سعادة الأستاذ الدكتور/ إبراهيم بن عبد الواحد عارف الأستاذ في جامعة الملك سعود في الرياض، بمناسبة زواج ابنه ولقيت منه تجاوبا فكتب ملاحظة بأسفل كرت الدعوة هي (نسعد أن تكون أجواء حفلنا خالية من التدخين). وقد حضرت الحفل وكان فيه الجميع ملتزما بعدم التدخين وشعرت ولأول مرة بالارتياح وعدم الخوف من أضرار التدخين ومنغصات المدخنين. وفي رأيي المتواضع أنها بادرة تستحق التطبيق والتشجيع. فلا خلاف أنه من أبسط متطلبات الضيافة وحسن الاستقبال وهو ما جرت عليه عادة الناس في الأفراح أن تنبعث الروائح العطرية الطيبة فإن لم يكن ثمة روائح من عطر أو ورد أو طيب فلا أقل من أن تمنع عن الناس شرور تلك الآفة وأن تهيأ للمدعوين بيئة تنفس نظيفة صحية، خاصة ونحن نعلم أنه قد يكون بين المدعوين المريض بالقلب الذي بأمس الحاجة للهواء النقي، وفيهم المصاب بحساسية الصدر الذي تهيج روائح التدخين آلام صدره وقد يكون فيهم الصغير الذي يتأثر سريعا بضرره وفيهم من نعلم أنه ينفر من التدخين ويبغضه قناعة منه بضرره، وهنا يسعدني طرح هذه الفكرة للرأي العام لتكون بمثابة أسوة حسنة يقتدي بها الغير حفاظا على الصحة العامة وإرضاء لله ورسوله وحمى الله الجميع من كل مكروه وسوء. فريد مياجان جدة