منذ صدور المرسوم السامي في عام 11/1/1404ه والذي نص على منع التدخين في مكاتب الوزارات والمصالح الحكومية والمؤسسات العامة وفروعها وكافة الوحدات التابعة لها ووضع لوحات تحمل عبارات المنع ومتابعة تنفيذ ذلك بكل دقة، استطاعت عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة بالمملكة ترجمة هذا المرسوم إلى واقع ملموس تم من خلاله إيجاد أماكن عمل وبيئات خالية من التدخين بنسبة 100%. ويعود السبب في ذلك بعد توفيق المولى عز وجل إلى وجود العديد من مديري وأصحاب هذه المؤسسات الذين اخذوا على عاتقهم مسؤولية توفير بيئات ملائمة للعمل خالية تماما من الهواء الملوث بالتدخين حتى يستطيع جميع الموظفين والعمال أداء عملهم دون وجود أي منغصات صحية خاصة وأن الدراسات قد أثبتت مدى الضرر الذي يتعرض له غير المدخن بسبب الغازات السامة المنبعثة من أفواه إخوانهم المدخنين كما أنه عندما يكون هواء العمل ملوثا بأبخرة وغازات التبغ فإن بيئة العمل تكون غير مناسبة صحيا. وعلى النقيض تماما لازال هناك بعض المؤسسات الحكومية والخاصة بالمملكة لا يوجد بها حظر للتدخين في مكاتبها ومرافقها حيث تتراكم وتتركز فيها المواد السامة المنبعثة من احتراق التبغ مما يعرض الموظفين والعاملين والمراجعين لهذه المؤسسات خطر التعرض للتدخين القسري (السلبي) وما يترتب عليه من أضرار صحية لا حصر لها بل إن العديد من الدراسات قد وجدت علاقة بين الإجازات المرضية للموظفين وبين تعرضهم للتدخين القسري. لا يوجد أدنى عذر لمدير أو صاحب مؤسسة حكومية أو خاصة لم يستطع أن يجعل من مؤسسته بيئة عمل خالية تماما من التدخين حيث يستطيع وضع العديد من اللوائح والإجراءات لضمان بيئة عمل خالية تماما من التدخين منطلقا من العديد من الحيثيات التي تخوله عمل ذلك ومنها لا للحصر: 1- المرسوم السامي المذكور أعلاه 2- لوائح الخدمة المدنية التي تعطي لصاحب الصلاحية بالمؤسسات الحق في تنظيم بيئة العمل وضمان الحقوق الصحية للموظفين والعمال داخل مؤسسته 3- الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ التي تعتبر المملكة طرفاً فيها والتي تخول للدول المصادقة عليها وضع إجراءات صارمة لإيجاد بيئات خالية من التدخين بنسبة 100%. 4- واجب كل شخص تجاه من يشرف عليهم مصداقاً لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع ٍ وكلكم مسؤول عن رعيته) 5- العديد من الدراسات والأبحاث التي أثبتت ضرر تعرض غير المدخنين للغازات السامة والمسرطنه المنبعثة من التدخين والمدخنين. 6- العديد من الدراسات والأبحاث التي ربطت بين التدخين القسري (السلبي) وازدياد عدد الإجازات المرضية للموظفين والعمال مما يعرقل مسيرة العمل. 7- العديد من الدراسات التي ربطت بين التدخين في أماكن العمل وتأثيره السلبي على جودة العمل وإمكانية تسببه في العديد من الحرائق كما أثبتت ذلك دراسات الدفاع المدني. 8- حقوق غير المدخنين في تنفس هواء نقي خال من مواد وغازات التدخين الضارة والمسرطنة. 9- تجارب العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة بالمملكة التي استطاعت إيجاد نموذج بارز في وجود بيئات خالية من التدخين. * وزارة الصحة برنامج مكافحة التدخين