دعا المشاركات والمشاركون في ختام جلسات «واقع الخطاب السعودي وآفاقه المستقبلية» إلى أن يكون الحوار الوطني متسعا لتنوعات الخطاب الثقافي، لتعبر فئاته وتياراته عن وجهاتها، ومشروعاتها الفكرية في إطار الشريعة الإسلامية، والمصالح العليا للوطن، وأن يكون مركز الملك عبد العزيز حاضنا لهذه التنوعات، وراعيا لها. وساد تباين في آراء ووجهات نظر المشاركات والمشاركين حول مفهوم الخصوصية في اللقاء الوطني للحوار الفكري «الهوية والعولمة في الخطاب الثقافي» الذي استمر يومين في الرياض، حيث خرج الجميع بالتأكيد أن خصوصية المجتمع السعودي لا تعني الانغلاق على الآخرين، أو التعالي عليهم، مبرزين أهمية تعزيز الهوية الوطنية المرتكزة على ثوابت الإسلام مع الانفتاح الواثق على العالم انفتاحا إيجابيا يستثمر الصالح ويدعمه، ويتوقى الضار ويسهم في دفعه. وطالب المشاركات والمشاركون جميع المثقفين والفاعلين في الساحة الثقافية بالعمل على تعزيز مفاهيم المواطنة في مجتمعنا السعودي، والتركيز على إنتاج تطبيقات عملية لتأصيل وترسيخ المواطنة قيمة وسلوكا، لافتين إلى أن العولمة بصفتها حالة تاريخية يعيشها العالم اليوم بمعطياتها الكثيرة تتضمن تحديات لنا، ولسائر العالم، وتفتح في المقابل فرصا؛ وذلك يقضي بأن يكون لمجتمعنا السعودي بإمكاناته دور في الاستجابة لتحدياتها، وانتهاز فرصها للصالح الوطني، والإسلامي، والإنساني، ولنشر رسالة المملكة التي تعبر عن وسطية الإسلام واعتداله وتسامحه. واستشرف المشاركات والمشاركون حسب البيان الصادر عن لقاء الخطاب الثقافي للمجتمع السعودي أمس، مستقبلا مشرقا؛ سواء في قضايا: الخصوصية، والهوية، والعولمة، أو في سواها؛ استنادا إلى الحراك الثقافي والمعطيات الكثيرة على مختلف المستويات، وعبر البيان عن أمل أن يؤدي كل المشتغلين بالخطاب الثقافي والمواطنين دورهم لتحقيق هذا المستقبل.