لم تمنع أدخنة البخور الأفريقي انبعاث روائح كريهة من معمل أنشأه ثلاثة رجال وامرأة في حي الروابي لتقطير وصنع المسكر، لكن وحدة الأعراض في شعبة البحث والتحريات في شرطة جدة وصلت إلى المخبأ بعد أعمال رقابة صارمة استهدفت ثلاث حارات في مدائن الفهد، كيلو 2، والروابي. وكانت المعلومات المبدئية أشارت إلى نشاط ثلاثة رجال أفارقة في الإتجار بالخمور بمعاونة سيدة من ذات الجنسية تخصصت في «الخلطة السرية». ومن بين المعلومات المتوافرة حرص الرباعي على إدارة نشاطهم في تكتم وسرية والتواصل مع الزبائن بواسطة اتصالات الهاتف والنأي عن كسب زبائن جدد والحرص على خدمة التوصيل إلى المنازل في إجراء قصد به الثلاثي الأفريقي البعد عن الشبهات وعدم الوقوع في يد السلطات الأمنية، غير أن عناصر من وحدة الحفاظ على الأعراض نجحت في نشر عناصر سرية في المواقع المحتملة ليتمكن رجال البحث والتحري في متابعة أحدهم وهو يحمل عبوة بلاستيكية سوداء قبل أن يستوقف سيارة يقودها رجل من ذات الجنسية. دخل الاثنان في حوار قصير قبل تسليم وتسلم لفافة مجهولة، فسارع رجال الأمن إلى استيقاف المشتبه وتفتيشه ليعثروا بحوزته على عبوة من الخمر فأنكر علاقته بالتصنيع، مشيرا إلى أن دوره يتمحور فقط في البحث عن الزبائن والتفاهم معهم، وأرشد إلى المعمل الرئيس في حي الروابي والذي يديره رجلان من ذات الجنسية مع امراة توفر لهم الغطاء. تحرك الفريق الأمني إلى المعمل ليتم دهمه في الحال والقبض على الرجلين اللذين أقرا بتهمة الإتجار في المسكر وتعاون المرأة معهما في إنتاج الخلطة السرية، وكشفت عملية الدهم مستوعبات عملاقة من المسكر وعبوات صغيرة جاهزة للتسويق وأنابيب ممتدة إلى دورات المياه مع كميات وفيرة من البخور، حيث يعمد أصحاب المعمل على إشعالها بقصد منع تسرب الروائح الكريهة، كما تمت تغطية المنافذ بلاصقات بلاستيكية ومواد عازلة. وأبلغ الناطق الإعلامي في شرطة محافظة جدة العقيد مسفر الجعيد بأن أعمال التحري التي نفذتها الأجهزة المعنية أسهمت في الإيقاع بمعمل لإنتاج المسكر، وتمت إحالة ثلاثة رجال وسيدة من جنسية أفريقية إلى الجهات المعنية لاستكمال التحقيق.