تواترت ردود الفعل المستهجنة للهجوم الإسرائيلي، غير المبرر، الذي وصفته جهات عدة بالإجرامي، على (أسطول الحرية) المتوجه إلى قطاع غزة، ولاقى إدانة وانتقادات لاذعة من شخصيات عربية وإسلامية، إذ وصفت هذه الشخصيات ما جرى بالجريمة النكراء والمجزرة الإنسانية والعار الذي طال إسرائيل. وطالبوا في تصريحات ل«عكاظ» بفتح تحقيق دولي، وتقديم حكام تل أبيب للمحاكمة، ورفع الحصار الجائر عن غزة. فيما ألمحت مصادر في السلطة الوطنية الفلسطينية في تصريحات مماثلة، إلى قرب اتخاذ قرار حيال تجميد المفاوضات غير المباشرة مع الإسرائيليين. فمن جهته، اعتبر الرئيس أبومازن الهجوم الإسرائيلي الدامي على (أسطول الحرية) المتوجه إلى قطاع غزة، بأنه جريمة إسرائيلية لا تغتفر، ورسالة إلى العالم أن إسرائيل لا ترغب في السلام، داعيا الاتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية والولايات المتحدة، إلى سرعة التدخل لوقف الصلف والعنجهية الإسرائيلية وإنقاذ الشعب الفلسطيني. وأفاد أبومازن أن إسرائيل أثبتت للعالم بهذا العمل الإجرامي البشع، أنها ضد السلام ولا تتعامل إلا بلغة الدم. وطالب المجتمع الدولي بدعم الشعب الفلسطيني بهدف تحقيق تطلعاته المشروعة. ولم تستبعد مصادر في السلطة احتمال إعلان رام الله قرارا بتجميد المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل على ضوء الهجوم على القافلة. أما رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب عبد الرزاق، فقال: إن ما قامت به إسرائيل يعتبر جريمة إنسانية بكل المعايير، واصفا ما جرى بأنه «مجزرة»، وجريمة يجب ألا تمر مرور الكرام. وحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته والعمل على إنقاذ الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته المشروعة. من ناحيته، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني الحكومة المقالة إسماعيل هنية العالم برفع الحصار الجائر المفروض على غزة، مؤكدا أن ما قامت به إسرائيل في عرض البحر جريمة تاريخية يندى لها الجبين وهي عار على إسرائيل والدول الغربية التي تدعي دعمها للسلام والحرية. ودعا المجتمع الدولي إلى وقف العربدة والقرصنة الإسرائيلية ولجم قادة تل أبيب المجرمين وتقديمهم للمحاكمة كمجرمي حرب. ما وصف الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين أوغلي أن ممارسات إسرائيل جريمة كبرى بكل المعايير الدولية والإنسانية، معتبرا أن إسرائيل أثبتت أنها دولة تمارس القرصنة الدولية على مرأى ومسمع من العالم. ودعا الأممالمتحدة والمجتمع الدولي الوقوف في وجه إسرائيل التي تضرب بعرض الحائط بكل القوانين والأعراف الدولية، مؤكدا أن المنظمة تدين بشدة هذا العمل الإجرامي البشع الذي يتنافى مع الأعراف الدولية. وعلمت «عكاظ» أن المنظمة تدرس عقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين أو وزراء خارجية الدول الإسلامية خلال الأسبوع الحالي. ودان الرئيس الصومالي الشيخ شريف أحمد «القرصنة» الإسرائيلية واعتبرها «جريمة لا يمكن تبريرها بأية صورة كانت»، مؤكدة ضرورة تعزيز التضامن الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي وحصاره الغاشم لقطاع غزة». ونادى المجتمع الدولي بالوقوف الجدي في وجه هذا الحصار الإسرائيلي الخانق لقطاع غزة الذي يرتقي إلى مستوى جريمة جماعية ترتكب ضد أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني». ورأى أن كسر الحصار نهائيا عن قطاع غزة وتأمين حرية دخول المواطنين وخروجهم والبضائع يتطلب حراكا سياسيا وطنيا مع العالم.