روى الحسن الحسين النعمي (أحد الناجين من حافلة السليل المنكوبة) تفاصيل اللحظات العصيبة التي سبقت تحطم واحتراق المركبة التي قضت على أكثر من 25 مسافرا بينهم والده نهاية الأسبوع. وقال من سرير مستشفى صبيا العام، حيث نقل إليه لاستكمال العلاج، إن الحافلة غادرت الرياض في الحادية عشرة قبل منتصف النهار في طريقها إلى جازان عبر محطة خميس مشيط، وظل السائق الكيني يغفو ويستيقظ أثناء الرحلة وأثار ذلك انتباه الركاب الذين ظلوا يشكون من سوء رحلة الحافلة التي كانت تتأرجح في الطريق، لكن السائق ظل يعزو ذلك إلى سوء الأحوال الجوية. وأضاف الحسين، الذي يعمل مدرسا للتربية البدنية في مدرسة تحفيظ القرآن الكريم في بيش، قررت في ذات اللحظة تقديم شكوى ضد السائق إلى شركة النقل الجماعي لكن الأحداث التي وقعت بعد ذلك جعلت شكواي مجرد قرار لم ينفذ. ويتذكر الحسين أن أحد الركاب منعه من تقديم شكوى ضد السائق هامسا في أذنه «اتركه في حاله ربما يصحو وتصل الحافلة إلى مقصدها بسلام». في الرابعة فجرا كان كل الركاب يغطون في نوم عميق عندما حدث دوي هائل بعد اصطدام المركبة العملاقة مع ناقلة متوقفة على جانب الطريق، فانقلبت عدة مرات قبل أن تشتعل فيها النيران، ويروي الحسين تفاصيل اللحظات العصيبة والمأساوية: «كان والدي بقربي، اختار السفر بالحافلة وأصر على ذلك بسبب عدم حصوله على حجز في الطائرة، حاولنا سويا الخروج من النافذة في لحظة الانقلاب الأول لكن شدة الارتطام قذفت بي إلى الخارج بينما بقى والدي في مكانه، رأيت النيران تشتعل في الحافلة وصرخت في من معي الماء الماء في محاولة يائسة لإطفاء كتل اللهب التي كانت تنطلق من الحافلة المشتعلة، أصبت بجرح عميق في رأسي، وحاولت يائسا إنقاذ والدي ومن معه من الركاب، لكن النيران كانت أشرس من كل محاولاتي». بقي الحسين ومعه عدد من الناجين بعض الوقت قبل أن تصل فرق الدفاع المدني من مسافة كيلو متر، وكان المشهد في غاية المأساوية، إذ تفحمت جثث الركاب تماما وتم إنقاذه بواسطة رجال الدفاع المدني.