لا بد من الإقرار بأن ثمة افتراقا واختلافا بين جيل الشباب (فئة ال15 25 عاما) وبين المجتمع بعاداته وتقاليده.. وهو الجيل الذي تشكل مع معطيات ثورة الاتصالات والمعلومات، وهو جيل اكتسب تغذيته الثقافية من المحيط العالمي أكثر مما استقاه من البيئة المحلية. علينا أن نقر بهذا، وأن نبحث عن الوسائل الممكنة للتواصل مع هذه الشريحة العريضة، بدلا من مهاجمتها ومحاكمتها بحجة اختلافها مع العادات والتقاليد. ومهما كان اعتراضنا على طريقة تفكير شبابنا فلا يجب أن تكون ثورتنا عليهم بجرجرتهم إلى المحاكم، فهي طريقة قاصرة لن توقف طريقة التفكير لدى الشباب، كما أنها طريقة عدائية لن تحل الاختلاف الحادث. فما نراه مختلفا مع عاداتنا وتقاليدنا يراه (الشباب أنفسهم أمرا طبيعيا يمارس هنا وهناك)، ويصبح التوافق بين اختلافاتنا معهم ليس رفع الدعاوى في المحاكم، بل اختيار الطرق الممكنة لتجسير الفجوات بين السائد والمعاش، فكثير من هؤلاء الشباب أبناء أسر مقتدرة تعيش معظمها حياة التنقل بين عواصم العالم، وتمارس أنشطتها الحياتية وفق تلك المعطيات الاجتماعية، ومن هم دونهم يعيشون على المحاكاة من خلال معطيات ثقافية مغايرة لنا.. وإذا أردنا أن نقف إزاء هذه الظواهر علينا الاعتراف بأن ما نمنحه للشباب من تغذية ثقافية لم يستطع الصمود أمام طوفان الثقافة العالمية المتبادلة، فهل الحل جرجرة جيل كامل لردهات المحاكم؟ أعتقد أننا بحاجة للتريث والبحث عن وسائل للتقارب، كما أعتقد أيضا أنه يجب إيقاف أية دعوى احتسابية توجه للمحاكم ضد أية جهة نشر أو من يظهر فيها، وأن تكون الجهة المعنية في هذا الأمر هي وزارة الثقافة والإعلام وفق النظام الساري في البلد. أما إذا فتحنا المجال لأي جماعة أو أفراد برفع الدعاوى القضائية على الشباب وما يعبرون عنه، فإننا نرتكب خطأ جسيما؛ لأننا سنجد أنفسنا يوميا ونحن نجرجر مجموعات إلى المحاكم لمجرد أنهم عبروا عن آرائهم التي يعتنقونها إزاء تناقض ما يعيشونه كحياة. وبدلا من رفع الدعوى القضائية علينا النهوض بردم التصدعات الناتجة عن اختلاف الثقافات العالمية المتبادلة بين فئات الشباب. وعلينا أن نقلع عن أدوات الكي في زمن لم يعد للتنور وجود سوى في مطويات الكتب!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة