تحت شعار «التبغ خطر على كلا الجنسين .. سهام تسويقه تستهدف المرأة»، تحتفل دول العالم اليوم، بأنشطة اليوم العالمي لمكافحة التدخين، ويلفت شعار هذا العام الانتباه بصفة خاصة إلى الآثار الضارة لتسويق التبغ وتدخينه من قبل النساء والفتيات، وضرورة الدعوة إلى سياسات فاعلة للتقليل من استخدامه. وأوضح المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة، أن التبغ يعد أحد أسباب الوفاة العالمية، بعد ارتفاع ضغط الدم ومسؤولا عن قتل واحد من كل عشرة أفراد بالغين على مستوى العالم، وأن النساء تمثل 20 في المائة من مدخني العالم البالغ عددهم مليار مدخن، وهو في ازدياد بين النساء في بعض الدول. وبين الدكتور خوجة، أن النساء أصبحن هدفا مرصودا لشركات التبغ وفرصة ذهبية لها لتجنيد مستخدمين جدد للتبغ ومشتقاته لتحل محل نصف المستخدمين الحاليين تقريبا والذين سوف يموتون قبل الأوان من الأمراض التي يسببها التبغ، ويلاحظ ازدياد معدلات انتشار التدخين بين الفتيات، حيث يشير تقرير منظمة الصحة العالمية حسب المعلومات الواردة من 151 دولة أن نحو 70 في المائة من الفتيات المراهقات يدخن السجائر مقابل 12 في المائة من الفتيان المراهقين. وقال إن مكافحة وباء التبغ بين النساء هو جزء مهم من أية استراتيجية شاملة لمكافحة التبغ، ويجب على الدول الأعضاء التي صادقت على الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ أن تتضافر جهودها جميعا لمنع كافة أشكال الإعلان والترويج ورعاية التبغ وأنشطته، خاصة ضمن الحملات المتواصلة عبر بعض الفضائيات وما تبثه من سموم في برامجها للترويج لهذا الداء. وذكر الدكتور خوجة، إن جهود دول المجلس تنصب حاليا في أن تكون جميع إجراءاتها في هذا الخصوص أكثر صرامة حفاظا على مواطنيها واقتصادها الوطني وذلك تمشيا مع قوانينها الوطنية ومبادئ الاتفاقية الإطارية، لحماية الفتيات والفتيان من وسائل وخداع شركات التبغ عبر كافة الوسائل المتاحة، ونظرا لخصوصية النساء والفتيات فإن استراتيجية مكافحة التبغ يجب أن تلبي احتياجاتهم عند النظر إلى موضوع مكافحة التبغ، إضافة إلى أهمية إشراكهن في عملية اتخاذ القرار بشأن مكافحة التبغ وتنفيذ إجراءات المكافحة. وأشار المدير العام للمكتب التنفيذي، إلى أن الأضرار الصحية للتدخين ثابتة وموثقة علميا وتؤثر على كافة أجهزة الجسم، كما أن آثاره الاقتصادية مدمرة لاقتصاديات الدول، كما يؤدي التدخين إلى وفيات كبيرة، ويكفي أن استخدام التبغ يؤدي إلى أكثر من 400 ألف وفاة سنويا نتيجة للأمراض القلبية الوعائية والأمراض التنفسية والسرطان، كما أن التدخين أثناء الحمل يؤدي إلى وفاة وتشوه للجنين، ويرتبط ارتباطا وثيقا بزيادة أخطار ولادة أطفال مبتسرين وتأخر في النمو داخل الرحم. ونوه الدكتور توفيق خوجة إلى أن دول مجلس التعاون جميعها صادقت وانضمت للاتفاقية الإطارية، وبذلك أصبحت هذه الاتفاقية جزءا من قانونها الوطني، ما يعني ضرورة الالتزام بكافة بنود الاتفاقية وتطبيقها تطبيقا فاعلا، وأضاف بأن مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون قد صدق في مؤتمره ال 62 على الخطة الخليجية لمكافحة التبغ واستراتيجية تنفيذها وذلك بعد مواءمة كافة بنودها مع ما جاء في الاتفاقية الإطارية، وأن دول التعاون مطالبة بتدبير الموارد المالية اللازمة لتمويل هذه الخطة باعتبار مكافحة التدخين هدفا استراتيجيا ونبيلا لحماية الأجيال الناشئة من خطر جائحة التدخين. وأشار إلى أن الخطة الخليجية لمكافحة التدخين، تشمل تحديد حجم مشكلة التدخين في دول المجلس بهدف خفض معدلات التدخين بين أفراد المجتمع الخليجي بنسبة تحددها كل دولة، وزيادة الوعي بمخاطر التدخين وكشف الأساليب الملتوية لشركات التبغ بين طالبات وطلبة المدارس، إضافة إلى تغيير المعتقدات والسلوكيات الخاطئة المتعلقة بالتبغ، وتقديم الخدمات العلاجية لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين. وأضاف أن الخطة تتضمن أربع مراحل أولاها المرحلة التنظيمية والإدارية ثم التدريب وتجهيز الموارد والكوادر العاملة، يلي ذلك مرحلة التنفيذ ثم أخيرا مرحلة التقييم، وتستغرق المدة الزمنية المقترحة لتنفيذ هذه الخطة من 9 10 سنوات وتبلغ الميزانية التقديرية لها 506 آلاف دولار أمريكي لكل دولة بإجمالي 3.4 مليون دولار أمريكي لجميع الدول الأعضاء السبعة. يذكر أن برنامج مكافحة التدخين يعد من البرامج الهادفة التي تأتي على رأس أولويات مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ومن أكثر البرامج عرضا على المؤتمرات المتعاقبة للمجلس، ويهدف هذا البرنامج بصفة عامة إلى بحث سبل مكافحة هذا الوباء واتخاذ الإجراءات الملائمة والتي تعتمد على أنظمة ومنهجيات حديثة مثل رفع التعرفة الجمركية، التثقيف الصحي، مقاطعة شركات التبغ، تشكيل اللجان الوطنية للمكافحة، وجميعها إجراءات تهدف إلى تعزيز وسائل مكافحة التدخين، وحظي بأكثر من 40 قرارا للمجلس.