جميل أن يتوسع نشاط الجمعيات الخيرية، وجمعيات البر، ليشمل علاج المعسرين والتعليم، والتدريب والتأهيل للعمل والمساعدة بالقرض الحسن إلى جانب المخصصات الشهرية والمساعدات الإنسانية من غذاء وملابس. فقد احتفلت جمعية البر في مكةالمكرمة بمناسبة مرور ستين عاما على نشوئها عام 1371ه قدمت خلالها الكثير من الإسهامات الخيرية والمساعدات الإنسانية لذوي الاحتياجات الخاصة من جيران بيت الله الحرام لمساعدتهم على مواجهة متطلبات الحياة. ثم لما اتسع نشاطها تطورت رسالتها إلى مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة لتحقيق الحياة لهم من خلال التأهيل والدعم بتجاوز مرحلة الحاجة إلى مرحلة الاكتفاء أو الإنتاج. وفي تقديم التقرير السنوي بمناسبة الاحتفال بمرور ستين عاما على جمعية البر يوضح رئيس مجلس الإدارة البروفيسور طارق صالح جمال المهام التي تحرص الجمعية على أدائها بقوله : يسرني أن أزف البشرى ببعض مشاريعنا الخيرة لهذا العام ، وأولها مركز البر لغسيل الكلى، وهو مركز خيري لغسيل الكلى لمن لديهم فشل كلوي أجارنا الله منه، وذلك لما نعلمه من أن تكلفة الغسيل الواحد يوميا حوالى مائة وخمسين ريالا وهي عبء كبير على معظم المرضى فأحببنا أن نسهم في عونهم عليه مجانا. ومشروعنا الثاني الجديد هو افتتاح مركز العون لتدريب الفتيات على الخياطة والتطريز والطبخ وعمل التجميل للسيدات، ودورات الحاسب الآلي لكي يفتتحن مراكز لهن تدر عليهن دخلا فيصبحن أسرا منتجة بدلا من الاعتماد على المحسنين. أما المشروع الثالث فهو إنشاء كرسي علمي للخدمة الإنسانية بالتعاون مع جامعة أم القرى والتي رحب مديرها الأخ الكريم الأستاذ الدكتور وليد الفرج «قبل أن تقلده الثقة الملكية منصب نائب رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية المتجددة، حيث رحب بالفكرة التي طرحها الأخ الكريم عضو مجلس الإدارة ورئيس التطوير والتسويق في الجمعية د. محمد بباوي فتكونت لجنة وضعت أفكاره ومشاريعه البحثية ، ولم يبق على بدئها إلا التمويل من رجال الأعمال الذين تناشدهم الجمعية لتقديم الدعم الذي يساعد على التنفيذ من أجل الأعمال الإنسانية المستهدفة، وإذا كانت الجمعية تناشد الموسرين لتحقيق ذلك، فإن المؤمل منهم أكثر من هذا وهو تقديم الدعم للجمعية لجميع برامجها التي تسهم في تخفيف وطأة الحاجة على المعسرين وذوي الاحتياجات الخاصة. فمن الأنشطة أو البرامج التي تؤديها الجمعية وبانتظام على مدار العام : • برامج السلال الغذائية : حيث تمنح الأسر المحتاجة كوبونا بقيمة 170 ريالا للتسوق به. • برنامج الإعانة المالية الدائمة : وهو يصرف للعوائل التي أقعد المرض عائلها أو انتقل إلى رحمة الله. • برنامج الإعانات المالية الطارئة : ويصرف للمحتاج بشكل عاجل. • برنامج المساعدات الطبية، وبرنامج مساعدة الشباب على الزواج، وبرنامج مساعدة لجنة إعانة أسر السجناء، وبرنامج كفالة يتيم. هذا بالطبع إلى جانب البرامج المستجدة التي تحدث رئيس مجلس إدارة الجمعية البروفيسور طارق جمال آنفا، وهو ما تم بمساعدة المحسنين الذين نسأل الله أن يزيدهم من خيره وأن يؤجرهم بخير ما عنده، كما نطالب في الوقت ذاته كل من يملك القدرة على الإسهام في دعم الجمعية أن يقدم ما ينفعه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، فإن ماله ما قدم، إذ روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : (أنهم ذبحوا شاة وتصدقوا بها إلا كتفها فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماذا بقي منها ؟ قالت : كتفها. فقال عليه الصلاة والسلام : كلها بقي إلا كتفها ).. بمعنى أن المتصدق به هو ما ينفع يوم يفر المرء من أمه وأبيه وصاحبته وبنيه.