علمت «عكاظ» أن الأسير السعودي السابق لدى إسرائيل عبد الرحمن العطوي ما زال يعمل إجباريا في إحدى المناطق الريفية في إسرائيل، بعد ثلاثة أشهر من الإفراج عنه وانتهاء فترة سجن دامت نحو خمسة أعوام قضاها بين سجن النقب وسجن الرملة في الأراضي المحتلة. وأبلغ «عكاظ» المحامي في مؤسسة مانديلا لرعاية شؤون الأسرى والمعتقلين في فلسطين أحمد سويدان أن المؤسسة طلبت من محامين فلسطينيين يحملون الهوية الفلسطينية ويقيمون داخل الأراضي المحتلة بمخاطبة السلطات الإسرائيلية رسميا، من أجل الإفصاح عن ترتيبات ترحيل العطوي إلى دولة أخرى، إلا أن السلطات الإسرائيلية ما زالت تتمسك بموقفها بعدم الرد على مخاطبات المحامين وتفضل التكتم على وضع الأسير المفرج عنه، إضافة إلى ممانعتها لمقترح تسليم العطوي إلى السلطة الفلسطينية بح جة أن ذلك سيسهل إعادة العطوي إلى السعودية، الأمر الذي ترفضه إسرائيل دون إبداء أي مبررات. وكشف سويدان في حديثه هاتفيا ل«عكاظ» أمس من مقر المؤسسة في القدس أن مفوضية اللاجئين في الأممالمتحدة بدأت أخيرا مفاوضات حثيثة مع الجانب الإسرائيلي من أجل حصول الأسير السعودي السابق على حق اللجوء الإنساني إلى إحدى الدول الأوروبية، ملخصا موقف سلطات الاحتلال بشأن القضية بقوله «العطوي سيظل في إسرائيل حتى يجد دولة تقبل ترحيله إليها»، كاشفا أن عدة دول رفضت استقباله بينها دول شرق أوسطية. وحول الوضع الذي يمر به الأسير السابق، أشار سويدان إلى أن العطوي أفرج عنه في فبراير الماضي وتم الإبقاء عليه تحت الرقابة عاملا في منطقة ريفية تضم حقولا زراعية، مبينا أن مدة بقاء العطوي في ظل هذه الظروف مرهونة بتحرك وجدية المفاوضات بين مفوضية اللاجئين في الأممالمتحدة من جانب، وسلطات الاحتلال الإسرائيلية من الجانب الآخر خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى تحرك يقوده محامون فلسطينيون داخل إسرائيل يهدف إلى إقناع الجانب الإسرائيلي بقبول إنهاء مسألة احتجاز العطوي نهائيا داخل الأراضي المحتلة وقبول ترحيله (إنسانيا) إلى دولة محايدة. ولم يحدد سويدان دولة سواء في الشرق الأوسط أو أوروبا بعينها يمكن ترحيل العطوي إليها حاليا، باعتبار المفاوضات التي جرت عقب الإفراج عن العطوي قبل ثلاثة أشهر اصطدمت بتعنت الجانب الإسرائيلي، مشيرا إلى أن دولا عديدة جرت مخاطبتها رفضت استقباله.