أكدت مجموعة من الفتيات بأن ظاهرة الزواج بالمراسلة انتشرت بشكل ملحوظ عبر المجلات أو من خلال المواقع الإلكترونية الخاصة بالزواج، وحسب الرأي الديني فإن 20 في المائة نسبة نجاح هذا النوع من الزواج، وما بين مؤيد ومعارض نستعرض آراء الفتيات والمختصين حول هذه الظاهرة. تقول عفاف الحربي ( 27 عاماً): «لا أهتم بقراءة إعلانات الزواج سواء في المجلات أو عن طريق المواقع الإلكترونية، لأنني لا أؤيد الزواج بهذه الطريقة، وأعتقد أن تحديد المواصفات سلفا في إعلانات الزواج مجرد خدعة، وأفضل طريقة زواج هو التقليدي، المبني على الاحترام والمودة والبعيد عن الوهم والتزييف، وأجدها إهانة لكلا الطرفين». سلعة للبيع وتتفق زميلتها حسناء محمد ( 30 عاماً) مخطوبة وتقول: «لم أفكر على الإطلاق بأن ألجأ إلى هذه الطريقة، فأغلب طالبي الزواج التي نقرأها في المجلات والمواقع الإلكترونية، وهمية وبعيدة عن الواقع، وأجد أي فتاة تعرض مواصفاتها في المجلات والمواقع الإلكترونية بشكل عام كأنها سلعة». فيما ترى هدى قفاص (21 عاماً) بأن الزواج عن طريق المراسلة تفشل لأنها تفتقد الصراحة، وتقول: «عندما أقرأ في المواقع الإلكترونية أو ببعض المجلات، أجدها بعيدة كل البعد عن الصدق، فأغلب النساء والرجال يقتصرون على ذكر محاسنهم وميزاتهم، ويوهم كل واحد منهما بأنه إنسان مثالي، وبعد مواجهة الطرفين تسقط جميع تلك الأقنعة المزيفة فتبدأ المشكلات». من وجهة نظر أم محمد المالكي وهي أم لأربعة أولاد ترى بأن هذه المواقع الإلكترونية هي دمار لكلا الزوجين، فتقول: «يلجأ بعض الأزواج إلى المواقع الإلكترونية بهدف الزواج من أخرى، ما يجعله يضع مواصفات لامرأة خيالية وقد يدفع أموالا طائلة بهدف اللقاء بفتاة أحلامه الوهمية». آخر الحلول تعترف دينا محمد (بكالوريوس مكتبات ومعلومات) بالعراقيل التي تقف أحيانا بوجه الشباب والشابات بحثا على شريك حياته وتحقيق أحلامهم بزواج مبني على الاحترام، ولكنها تصر على القول: إن الزواج بالمراسلة ليس هو آخر الحلول، وتقول: «أنصح جميع الفتيات إلى التوقف لعرض مواصفاتهن، وإن زادت نسبة العنوسة فيجب أن يعلمن أن الزواج قسمة ونصيب». تعارضها الرأي زميلتها ليال الأحمد، فترى بأن هذا النوع من الزواج قد يحل مشكلات كثيرة منها التي فاتها قطار الزواج ولم تجد رجلا قادرا على بناء أسرة. من جانبه يفسر المستشار النفسي والأسري الدكتور خالد باحاذق القضية، قائلا: «إن التعارف بالمراسلة أو عبر الإنترنت وغير ذلك من الوسائل لتحقيق الزواج الشرعي، أعتقد أن كل مباح في تحقيق الغاية الشرعية هو أمر مشروع ولا بأس من اقتباس الوسائل المختلفة، ما لم يخالف نصا شرعيا قاطعا، فهو أمر مشروع والتيسير في ذلك يكون ممدوحا، وخاصة في ظل تأخر حالات الزواج والرغبة الجامحة في تكوين الأسرة بما أحله الله والبحث عن الاستقرار النفسي والاجتماعي للطرفين». يؤكد باحاذق بأن المشكلة تكمن بأن الغالبية من النساء قد تكتنفها الكثير من المبالغات من قبل الطرفين لتسويق نفسه للآخر ، أي بعد عقد الزواج لأن كل واحد منهما وضع قناعا ليثير رغبة الآخر بهدف الارتباط، إلى أن تسقط تلك الأقنعة وتظهر الحقيقة المغايرة لتلك المواصفات، ويرى باحاذق دراسة الطرف الآخر والبحث عن السلوكيات والأخلاقيات. التدليس والخداع من جهة أخرى أشار استشاري المواريث وعضو المحكمين في المملكة الدكتور أحمد المعبي بأن التجارب أثبتت أن نسبة نجاح هذا النوع من الزواج تصل إلى 20 في المائة وأنها متدنية، ويرجع المعبي الفشل لأنه مبني على التدليس والخداع . وعن سبب لجوء الفتيات والشبان إلى المواقع الإلكترونية والمجلات لعدم تواصل الأسر مع بعضهم البعض، وعلاقات الجيران والعائلات بشكل عام أصبحت شبه سطحية، وقد حلت محلها وسائل الاتصال الحديثة.