تناقلت الأخبار أخيرا ضمن الحركة التصحيحية وجود عدد من حملة رسالة الدكتوراة (المزورة) في وظائف مختلفة، والذين لا يقلون فسادا عمن سرق ونهب وتطاول على الحق العام، واستغل الموقع الوظيفي لمصالحه الخاصة على حساب الأمانة والأخلاق والمصلحة الوطنية، وإنماء وتطور البلاد. لقد تم تعيينهم في مواقع تربوية وتعليمية (بالتزوير) فأي جيل سوف يأتينا على أيدي (مزورين) فقدوا الأمانة والنزاهة والحس الوطني؟!، وتم تعيينهم كذلك في مناصب قيادية، فأي بناء أو نهضة تنموية سوف تتحقق على أيدي من لديهم الاستعداد للفساد والغش والاحتيال؟!، وهل هناك وطن يمكن أن ينمو ويتطور على أيدي مثل هذه الفئات؟! لقد تطاولوا على قدسية العلم وشرف الأمانة بالادعاء بحمل تلك المؤهلات ثم بوصولهم إلى مواقع ومناصب لايستحقونها، وسرقوها من الذين أمضوا سنوات عمرهم في التحصيل العلمي، ونالوا الشهادات العليا بجدهم وكفاحهم وصبرهم الطويل، فأتى بالغش والكذب من يحرمهم من شرف المشاركة في بناء الوطن وإنمائه على أسس نظيفة وسليمة!!.. فأين كانت الجهات الرقابية المسؤولة عند اعتماد الشهادات (المزورة) وأين كانت عند تعيينهم في الوظائف التي سطوا عليها بالغش والاحتيال؟! في معظم الدول المتقدمة لا يتم تعيين حملة رسالة الدكتوراة في الوظائف والمناصب الإدارية بما فيها المناصب الوزارية، ويتم تعيينهم فقط في مجالات البحوث والدراسات العلمية، والتدريس الجامعي، والمراكز العلمية المتخصصة، حيث مكانهم الطبيعي.. أما الوظائف والمناصب الوظيفية الأخرى بما فيها العليا فيتم حصرها بالشهادة الجامعية ومثيلاتها، بحسب طبيعة العمل ومتطلباته. لقد شوه البعض مفهوم رسالة الدكتوراة، وأدخلوها في سراديب المباهاة والتعويض عن النقص، والوصول للمناصب الوظيفية المتقدمة، وتحقيق المكاسب الذاتية، مما يعكس مستوى تفكيرهم ونفسياتهم وعدم الثقة بقدراتهم، وهم بذلك لا يستحقون شرف هذا المؤهل العلمي الذي أوجد لغايات وأهداف أسمى وأجل من المنصب الوظيفي.. إنه لخدمة العلم والإنماء وليس للمباهاة الكاذبة والمريضة. لذلك أقترح على الخدمة المدنية والتأمينات الاجتماعية والجهات التوظيفية الأخرى (إلغاء بند الحصول على رسالة الدكتوراة) للتعيين في الوظائف الإدارية بما فيها المناصب الوزارية، كما هو معمول به في كثير من الدول المتقدمة، وقصرها فقط على التعيينات في مراكز العلوم والدراسات والأبحاث والتدريس الجامعي، (في نفس العلوم التي تخصصوا فيها).. وكم نحن بحاجة لذلك.. وبالله التوفيق. [email protected]