شدد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ على أن مسألة إصرار البعض على دفن ذويهم في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ليس لها أصل شرعي لا في الكتاب والسنة، ولم يرد شيء حول نقل الميت من مكان لآخر لدفنه في البقاع المقدسة. وقال في تصريح ل«عكاظ»: «الإنسان ليس له في قبره سوى العمل الصالح ولن يختلف حسابه سوى دفن في مكة أو في غيرها من المدن»، ولفت إلى أن الصحابة عندما ماتوا أو استشهدوا في المعارك خارج أرض جزيرة العرب لم تنقل جثامينهم لدفنها في المدينةالمنورة أو غيرها وإنما دفنوا في بلاد الروم حينها، واستدل آل الشيخ على ذلك بدفن الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري في القسطنطينية بعد موته على أسوارها. وأكد آل الشيخ على أن البقاع لاتقدس من يدفن فيها وترفعهم، بل إن الأعمال الصالحة هي من ترفع الإنسان، مشيرا إلى أن إكرام الميت دفنه فيدفن في المحل الذي مات فيه. موضحا أنه لن تكون هناك خيرية لم يدفن في مكة أو المدينة، معتبرا أن هذا العمل لا أصل له في الشرع أن ينقل الإنسان من مكان بعيد لدفنه في مكةالمكرمة أو المدينةالمنورة، داعيا أهالي الموتى إلى دفن ذويهم في المكان الذي ماتوا به. يذكر أن وزارة الداخلية قد شددت في تعميم إلى أمراء المناطق على عدم نقل الأموات من مناطقهم إلى مدينتي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة سواء كانوا سعوديين أو أجانب، خصوصا أنها أصبحت «ظاهرة» لدى أهالي المتوفين. وأوضح التعميم أنه استند إلى ما ورد إلى الوزارة من بعض إمارات المناطق في شأن طلب ذوي المتوفين الأجانب نقلهم ودفنهم في مكةالمكرمة أو المدينةالمنورة، إذ إن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء درست الموضوع، ورأت دفن كل ميت في مقابر البلد الذي مات فيه، ولا ينقل إلا بغرض صحيح عملا بالسنة، واتباعا لما كان عليه سلف الأمة، وتحقيقا لما حث عليه الشرع في التعجيل بدفن الميت وصيانة لهم من إجراءات في جثة الميت لحفظها من التغيير، وتحاشيا للإسراف في إنفاق أموال طائلة من غير ضرورة شرعية.