كنا في "البلاد" يوم الإثنين الماضي 10-6-1431ه قد ناقشنا قرار"وزارة الداخلية اعتماداً على مانشرته الحياة.. والخاص "بالدفن في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة - استناداً لخطاب إمارة منطقة المدينةالمنورة ومركز "التقرير" الى أهمية دفن اهالي مكةوالمدينة فيهما حتى ولو كانوا خارجها لعدم وجود مايمنع ذلك ولأنهما الاحق خاصة مع توفر الامكانيات "اليوم" سواء كان المتوفي خارج او داخل البلاد وترك الحرية لأخواننا من الدول الأخرى في الدفن في المدينة التي توفي فيها او نقلهم لبلادهم. رأي أبوالسمح وفي يوم الاربعاء 12-6-1431ه دخل الاستاذ عبد الله أبو السمح طرفا في القضية ونشر في عكاظ بعنوان "قرار حكيم" وأيد ماذهبنا اليه بقوله "الشكر للوزارة على تأييدها لهذا الطلب ومنع الدفن في مدينتي الحرمين الشريفين الا لسكانهما ومنع نقل الاموات من خارجهما للدفن فيهما " وظاهر العبارة" الا لسكانهما وكأن أبا السمح يؤيد أن يدفن ساكن مكة او المدينة فيها حتى ولو كان موجوداً خارجها الا اذا كان يقصد "سكانهما" الذين ماتوا فيها ممن يسكن فيها. أين البدعة؟ لكن الاستاذ أبوالسمح اردف في مقاله في موقع آخر بقوله "ان الوصية بالدفن فيهما لمن مات خارجهما هي بدعة يجب منعها " واسأل أين البدعة في شخص يريد أن يُدفن حيث ولد وحيث عاش وحيث تتواجد اسرته وسلالته وآباؤه واجداده من مئات السنين؟ واذا كنا نعتقد في كل امر نفعله بأنه "بدعة" ففي حياتنا الكثير من الاعمال والاقوال اشد من طلب الدفن في مكةوالمدينة بمعنى اننا نعيش في "بدع" دائمة ولو ذكرنا القياس في ذلك لوجدنا عشرات بل مئات مايمكن ان يطلق عليه بدعاً في حياتنا قياسا على طلبنا ان ندفن موتانا من اهل مكةوالمدينة فيهما. لماذا الآن؟ ثم نسأل لماذا الآن والامر معروف لدى الناس منذ عشرات السنين والرسول صلى الله عليه وسلم يقول "من استطاع ان يموت في المدينة فليفعل وفي هذا اشارة لأفضليتها؟. رأي المفتي وفي عكاظ الخميس 13-6-1431ه نشر رأي لسماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ جاء فيه "شدد مفتي عام المملكة على ان مسألة اصرار البعض على دفن ذويهم في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ليس لها أصل شرعي لا في الكتاب ولا السنة ولم يرد شيء حول نقل الميت من مكان لآخر لدفنه في البقاع المقدسة وان الانسان ليس له في قبره سوى العمل الصالح سواء دفن في مكة أو غيرها مستشهداً ان الصحابة عندما ماتوا او استشهدوا في المعارك خارج ارض جزيرة العرب لم تنقل جثامينهم وانه لن تكون هناك خيرية لمن يدفن في مكة أو المدينة وان هذا العمل لا اصل له في الشرع داعياً اهالي الموتى لدفن موتاهم في المكان الذي ماتوا فيه. الامكانيات ومع تقديرنا لرأي المفتي العام أود ان يستمع سماحته لرأينا حول هذه المسألة وان كنت اعرف ان المفتي يتحدث من واقع الكتاب والسنة والهيئة الدائمة للافتاء ايضا اشفقت على أهل الميت في تحمل التكاليف او تغير معالم "الجثة - باعتبار ان اكرام الميت دفنه.وقد جاء رأيها ضمن خطاب وزارة الداخلية للمناطق اعتماداً على مارفعته امارة المدينة.إنني اسأل سماحته وهو يعرف ان الامكانيات اليوم ليست مثل الامس عندما كان نقل "المتوفي" يعود على اسرته بالمشقة والخسارة المادية بل والاساءة للمتوفي.. مارأي سماحته وهو يعرف ان الامكانيات متاحة اليوم في نقل الموتى من الرياض مثلا الى جدة ثم مكة او من أبها الى المدينة او من جدة الى المدينة وهي مسألة ساعات لايعتد بها واليوم هناك اكثر من جهة من اعداد المحسنين والطالبين للأجر تجهز اماكن للغسيل وحفظ الجثث وسيارات مخصصة مكيفة تنقل الأموات في ساعات قليلة الى مكة او المدينة من اهلها واقول من اهلها وانا اقصد اهلها الذين يسكنون خارجها لظروف العمل او اهلها الذين يعيشون فيها وماتوا خارجها لظروف اخرى حياتية وحاجتهم للتنقل والعودة إليها. توضيح أكثر ونحن حتى الآن لم تتضح الصورة لنا في تعميم الداخلية او في رأي سماحة المفتي فهل ينطبق رأي المفتي وتعميم الداخلية على شخص مثلا من الساكنين في مكة او المدينة خرج لاداء مصلحة في جدة مثلا ومات في حادث مروري او في المستشفى الذي يعالج فيه في جدة لن يسمح بإعادته الى مكة او المدينة للدفن فيها؟ او ان المقصود من يطلب الدفن فيها من غير اهلها او الساكنين فيها؟ كيف دفن هؤلاء؟ واسأل كيف تم في السنوات الاخيرة تنفيذ وصية اشخاص من خارج البلاد ماتوا اثناء وجودهم في بلادنا بالدفن في المدينة او مكة ومن اطلع على هذه الوصية ولماذا نفذت وهل هم الأولى من اهل مكةوالمدينة بالدفن فيها؟ ثم كيف يتم نقل متوفين من ابناء الوطن من غير اهل او سكان مكةوالمدينة للدفن فيها من مناطق اخرى في البلاد؟ أين المانع؟ ثم اين المانع ان يدفن أهل مكة او المدينة فيها واهل المتوفي هم من يقوم بذلك وما يُدفع من تكلفة للتجهيز والنقل لا يساوي شيئاً بل هو نقل في سيارات "مجانية"؟ ولماذا لا يتم التجاوز عن ذلك لصالح الناس وتطيب نفوسهم طالما ان الدفن في مكةوالمدينة لهؤلاء من ابنائها الذين عاشوا فيها عشرات بل مئات السنين وعاش ابناؤهم واجدادهم وسلالتهم فيها منذ مئات السنوات.. وأسأل :هل رأي امارة المدينة يقصد التخفيف من الضغط الحاصل على الدفن في "البقيع" من غير اهل المدينة او الساكنين فيها الذين ماتوا خارجها ؟ - واعتقد هذا المقصود - ام ان رأي الامارة عدم نقل اي ميت من خارج المدينة اليها حتى لو كان من اهلها والساكنين فيها واراد الله ان يخرج على امل العودة ومات خارجها؟ أسأل الله ان يرزقنا قول الحق ويجنبنا قول الباطل وأسأله حُسن النوايا وما تخفي الصدور وأسأله ان يرزقنا شرف الموت في مكة او المدينة والدفن في احداهما. الاراضي المقدسة ان مكة الكعبة بيت الله وفي المدينة مسجد رسوله صلى الله عليه وسلم وهي اراضي مقدسة اختارها الله لذلك فلابد ان تكون ارضها كذلك للميت. ما نتمناه ان ما نتمناه ان لا يُحرم اهل مكةوالمدينة سواء الساكنين فيها اليوم او اهلها الذين خرجوا منها لظروف الحياة ولازالت اسرهم باقية فيها من الدفن فيها وهم الأولى ولا يمنع عدم نقل المتوفي في غير مكةوالمدينة اليهما من غير الساكنين فيهما او اهلها لتحقيق هدف امارة منطقة المدينة التي ترغب في تنظيم امور الدفن للضغط الحاصل من الراغبين من غير اهلها للدفن فيها ولهم ذلك الحق.. مقدرين لسماحة المفتي اراءه الدائمة لما فيه خير الناس وتوضيح ما اشكل عليهم في حياتهم جزاه الله كل خير. التمييز في الموت واذا كان الموت الأمر الفريد الذي لا تميز فيه فإنني اسأل لماذا الاصرار على دفن بعض الاشخاص في مدن معينة بل ومقابر معينة ولماذا لا يدفنون حيث ماتوا ولماذا لا يدفنون في اي مقبرة ليست مقبرة "خاصة" حتى يقبل الناس جميعا ان يدفنوا في اي مكان ماتوا فيه حتى ولو كان "القسطنطينية" كما تفضل المفتي بذلك.. فمثلا مقابر "العدل" في مكةالمكرمة لا يدفن فيها كل الناس سواء كانوا ابناء البلاد او الوافدين فأبناء البلاد يدفنون في المعلا او الشرائع وبعضهم وهم القلة يدفنون في "العدل" اما من يموت في مكة من غير ابناء البلاد يدفن في "الشرائع".