فوجئت شابة إندونيسية من متخلفات العمرة اختارت السكن بمفردها في شقة وسط جدة بمن يطرق بابها بعد منتصف الليل، ولما استجابت للطرقات اقتحم دارها رجلان في مقتبل العمر زعما أنهما من رجال البحث الجنائي، وطلبا تفتيش المنزل قبل سؤالها عن هويتها، ثم اقتاداها بحجة تسليمها إلى التوقيف وغادرا بها إلى منزل، حيث احتجزاها عدة أيام وتناوبا بالاعتداء عليها وتهديدها بالإيذاء في حال إفشائها ما تعرضت لها. ذكرت الضحية لمحققي شرطة جدة أن المعتدين منحاها تعهدا بالإفراج بعد يومين بشرط التكتم على ما تعرضت له مع وعد بعدم ترحيلها إلى بلادها، فلزمت الضحية الصمت خشية بطش الرجلين. الواقعة التي تعرضت لها الشابة الإندونيسية قادت سلطات الأمن في جدة أمس إلى التوصل إلى شبكة من ثلاثة رجال أقدمت على احتجاز ست فتيات إندونيسيات في ذات الشقة والتناوب على الاعتداء عليهن، فيما تكفل العامل الآسيوي بخدمة الثلاثة، ومنع الفتيات من الهرب مقابل قضاء سهرات مع الضحايا. لم تستمر جرائم الثلاثي طويلا عندما نجحت شعبة التحريات والبحث الجنائي في ضبطهم بعد دهم شقتهم في أحد أحياء جدة. تهديد بالترحيل المعلومات التي حصلت عليها الأجهزة أفادت أن الرجال الثلاثة درجوا على دهم منازل فتيات آسيويات من متخلفات العمرة وتهديدهن بالترحيل قبل اقتيادهن إلى مخبأ سري أعدوه لسهراتهم. وأشارت المصادر إلى أن الجناة درجوا على احتجاز الضحايا من الفتيات مع وعد بإطلاق سراحهن والسماح بعودتهن إلى منازلهن بشرط عدم إفصاحهن عما تعرضن له من أذى. وعزت مصادر صمت الفتيات إلى خوفهن وخشيتهن من الإيذاء، لا سيما أنهن لا يملكن هويات تمنحهن حق البقاء في البلاد بصورة شرعية، لكن وحدة الأموال في شعبة التحريات والبحث الجنائي نجحت في تحرير الضحايا من سطوة الجناة وألقت القبض عليهم في عملية ناجحة لم تستمر طويلا. وكان مدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي ومساعده للأمن الجنائي أصدرا تعليماتهما بتشكيل فريق أمني ماهر تحت إشراف مدير التحريات والبحث الجنائي ورئيس وحدة الأموال، وعمل الفريق على جمع المعلومات ومراجعة قوائم معتادي الإجرام وأصحاب السوابق، كما عمد الفريق إلى البحث عن الفتيات اللائي حاولن التستر على ما تعرضن له، وتم نشر عشرات المصادر والمخبرين في عدة مواقع محتملة لينجح أحدهم في التوصل إلى فتاة إندونيسية قدمت تفاصيل واسعة عن مأساتها ورفيقاتها السبع. الحارس الشريك أفلحت الضحية الأولى في تقديم أوصاف كاملة للمتهمين الثلاثة، ما مكن السلطات في رسم ملامح تقريبية لهم وتقديمها إلى الأجهزة الأمنية المختلفة، واستدل الفريق أخيرا على الشقة التي تم فيها الاحتجاز وأعقب ذلك رصد متهم من جنسية عربية كان يحاول صعود ذات البناية حاملا بعض الأغراض في يده، وبعد ساعات وصل رجل آخر وصعد إلى ذات الشقة وتأكدت قوات الرقابة أن المتهمين تنطبق عليهما الأوصاف المعممة ليتم دهم الوكر في الحال. وفي اللحظة التي توغل فيها رجال الأمن إلى الوكر تنفست فتاة إندونيسية كانت مع المشتبهين الصعداء وأكدت أنها تعرضت إلى حالة اختطاف من الرجلين، وأن فتيات كثيرات من ذات الجنسية تعرضن إلى الخطف والاعتداء من ذات الجناة. لم يجد المشتبهان بدا من الاعتراف بجرائمهما بعد مواجهة الضحية لهما، وأقرا بتورط عامل آسيوي معهما، حيث انحصرت مهمته في خدمتهما وحراسة الفتيات مقابل سهرات محرمة. وأبلغ المتحدث في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد عن إيقاف ثلاثة متهمين من جنسيات عربية مختلفة على ذمة التحقيق، فيما تم التوصل إلى بعض الضحايا من الفتيات اللائي تعرفن بدورهن على المعتدين. وأضاف المتحدث أن التحقيق مستمر مع المتهمين لمعرفة تفاصيل سوابقهم واعتداءاتهم. إلى ذلك، أظهرت بصمات المتهمين تورط أحدهم على خلفية سبع جرائم جنائية سابقة.