كإنسان نحوي طوال حياته لا جديد من الهموم تشغله خارج اللغة، وجدت أننا نحن الناس نشبه الجمل بضم الجيم المعجمة وفتح الميم المهملة ولما بعده فالسكون فيه سلامة وسلام . إنها جزء من نظرية الثنائية في عموم الوجود، فكل ما كان جملة إسمية فهو أنثى والجملة الفعلية ذكر .. وللشواذ الناقصين من غير اكتمال تأتيك من حيث تدري ولا تدري كان وأخواتها. كل رجل تقابله الجملة الفعلية لأنها تبدأ بفعل صحيح فيه الإفادة. وكل ما كان يعتمد في فهمك عليه بالكاد هكذا تفهمه، لأنه ليس جملة فعلية كاملة الدسم ولا هو بجملة إسمية بحيث نقول أنثى والسلام، يسمونه عربيا وإنجليزيا أيضا شبه الجملة. هناك رجل تراه وتفهمه وبدوره أيضا يفهمك، فهذا هو والله جملة صحيحة كاملة الدسم. إنه مثل الريال السعودي فكلما اجتمع إليك منه مليون صرت باشا، وإذا اجتمع عليك منه مليون بعد آخر، فأنت باشا وابن باشا، ومثل هذا الرجل مهما دفعت لصداقته، فأنت في النهاية ليس خسرانا أبدا. وهناك رجل تعرفه من زمان جدا، ولكنك لا تخبره، فإذا اقتربت منه فوجئت به يتحول ومن غير مقدمات إلى شبه جملة. هنا فقط دعني أكتب إليك لأن تحتزم برجل آخر من فصيلة «المقاتة»، فلهو خير لك من أن تحتزم بما يقابل في حياتك العملية الرجل من فئة شبه جملة. هو ذا «خيال المقاتة» القادم إليك من الفكر المملوكي بأثر فرعوني في مصر القديمة أو ربما تراه متفتقا من بعض كتابات الجبرتي على ما هو أكثر وأبعد من طريقة القوم الذين قال فيهم من قال «وأما رجالها فمع من غلب»، فهو أرحم مما سبق ذكره بالإشارة إليه على نحو كونه رجلا شبه جملة. في لغة السينما المصرية يسمونه «الرجل القفا»، وشتان ما بين وبين الرجل خيال المقاتة، فإذ تحتزم بخيال المقاتة فلهو خير لك لأنه يستطيع من خلال وجوده معك حماية ثمار الحقل الآيل إلى الحصاد من تكاثر الطير، وعلى هذا الأساس تخاف الطير وتبتعد عن مصالحك، وخيال المقاتة قائم في مكانه لا ينش الطير ولا يحرك ساكنا. بعض الرجال باتوا تماما كالسيجارة تدخنها بهدوء، وأنت تعرف مسبقا أنها جمر وبعد ذلك تقذفها في منفضة، وبعض الرجال تماما مثل المعادن، وبعضهم مثل أشباه المعادن. ومن الصعب أن تعرف في كل وقت هل تلمس معدنا من ذهب؟، أو تضع يديك على برادة من الحديد الرخيص. وأين أنت أيها الإسباني الذي قال اللهم اكفني شر أصدقائي، وأما أعدائي فأنا كفيل بهم. يا رب أنا ليس لي أعداء لأنني لست امبراطورا ولا باشا. يا رب أنا بروليتاري وطول عمري أمشي إلى جانب الجدار وليس عندي ما أخاف منه ولا عليه يا رب أنا ليس عندي مال ولا سلطة ولا نساء ولا شباب، فمن أين يتوالد هؤلاء الأعداء في حياتي وأنا كما تعلم أنني أمشي قليلا قليلا هكذا وحدي إلى جانب الجدار. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة