حضت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الصين أمس، على تسريع إعادة التوازن إلى اقتصادها لصالح تعزيز الاستهلاك الداخلي، معتبرة أن ذلك سينعكس إيجابا على الاقتصاد العالمي. وشددت كلينتون مرة جديدة خلال مقابلة أجراها معها التلفزيون الصيني حول محادثاتها (البناءة جدا) في بكين، على أهمية قيام تعاون بين العملاقين الاقتصاديين الأمريكي والصيني، لكنها أقرت بوجود خلافات لا تزال قائمة بينهما على الصعيد التجاري. وقالت كلينتون إن «قرار الحكومة الصينية بالاستثمار في سندات الدين الأمريكية كان حكيما، لكن صحيح أن الصين بحاجة إلى الاستثمار أكثر على الصعيد الداخلي». وأضافت «على الصين أن تستثمر أكثر.. في تنميتها الداخلية من أجل زيادة الطلب الداخلي». وتابعت «بحثنا ذلك مع الحكومة الصينية؛ لأننا نعتقد أنه أول ما ينبغي القيام به من أجل الاقتصاد العالمي، لأن ذلك سيحدث المزيد من التوازن في الاقتصاد العالمي، لكننا نعتقد أيضا أن ذلك سيكون مفيدا للصين أيضا». وتسعى الصين جاهدة منذ سنوات عدة لإعادة التوازن إلى نمطها الإنمائي حتى يعتمد اقتصادها بشكل أكبر على الاستهلاك وبقدر أقل على الاستثمارات وعلى التجارة الخارجية التي حققت لها الثروة. وحركة التصدير هي العامل الأساس الذي وضع الصين على رأس قائمة الاحتياطات بالعملات الأجنبية في العالم، حيث بلغ احتياطيوها من العملات الصعبة 2447 مليار دولار في نهاية مارس (آذار). واستثمرت الصين قسما من هذا الاحتياطي في سندات خزينة أمريكية، وقد بلغت قيمة هذه السندات لدى الصين 895.2 مليار دولار في نهاية مارس. وهي الدائن الأول للولايات المتحدة، متقدمة على اليابان. وأبدت بكين في ظل الأزمة المالية الدولية التي ضربت بصورة خاصة وول ستريت والدولار العام الماضي، مخاوف من صوابية خياراتها بشأن احتياطيها، داعية واشنطن إلى ضمان قيمة أصولها بالدولار.