عبد الرزاق التركي كفيف فاق المبصرين بصيرة، فهو إلى جانب حصوله على شهادتي بكالوريوس ومثلها ماجستير، يدير حاليا واحدة من كبرى شركات الشحن في المنطقة العربية، معتقدا أن المعوق «معوق الإرادة والروح». أصيب بفقدان البصر وعمره لم يتجاوز عاما ونصفا، ودخل في تحد مع الإعاقة منذ ذلك الوقت، فتعلم قيادة السيارة وهو في السادسة، وبدأ دراسته في المنزل قبل أن يكمل تعليمه في معهد النور الذي حصل منه على الثانوية العامة وسافر بعدها لإكمال دراساته العليا في أمريكا وبريطانيا. واليوم يحمل التركي درجة البكالوريوس في الدراسات الدولية وأخرى في النظم الاجتماعية وإدارة الأعمال من جامعة أوريجن الأمريكية، ويحمل كذلك درجة الماجستير في تخصص التربية الخاصة من جامعة واشنطن بسياتل، وماجستير ثانية في العلاقات العامة الدولية من الجامعة الأمريكية في واشنطن العاصمة. شغل أثناء دراسته في أمريكا منصب مدير اتحاد الطلاب المسلمين في شمال غرب أمريكا كما عمل محللا سياسيا في السفارة السعودية في واشنطن، وعند عودته عمل في شركة شحن كبرى ولازال. وهو عضو في جمعية الخليج العربي للمعوقين في البحرين، وعضو في المنظمة العربية للإعاقة في بيروت، وحصل على عدة جوائز، منها رجل العالم في العامين 2000 و 2001 من جامعة أكسفورد في بريطانيا، وجائزة رجال بارزين في القرن العشرين من أمريكا، ونال شهادة من جمعية الملك عبد العزيز ورجاله الموهوبين وحصل على كأس الأممالمتحدة اعترافا دوليا لنجاحه في الأعمال التجارية وخدمة المعوقين. يؤكد التركي أن التصميم على النجاح يأتي من الإنسان نفسه سواء سليما أو معاقا فلا بد أن يحقق ذاته لنفسه ولأسرته ولوطنه ولابد أن يتأثر بالنماذج المشرفة، «كنت أضع أمامي هذه النماذج وكيف أصبحت لها بصمة عالمية مؤثرة في نفوس العالم مثل طه حسين، وهيلين كيلر، والشيخ ابن باز، وروزفلت، وكل هؤلاء كانوا معوقين ولم تمنعهم إعاقتهم من تحقيق وإثبات ذاتهم». ويضيف «لم أشعر أنني معوق سوى في مطارات المملكة، ففي جميع مطارات العالم يستقبلني مندوب من الطيران المدني، أما هنا فإني أعاني كثيرا فالذي يستقبلني عامل من المطار أشعر معه أنني كرتون ينقله ولست إنسانا، وأتمنى أن تحل مثل هذه الأمور في مطارات مملكتنا الحبيبة». ويوجه حديثه للمعوقين قائلا «جميع المعوقين قادرون على العمل، ولا يقتصر ذلك على الإمامة أو التدريس أو السنترال، بل يستطيع المعوق أن يعمل في أية وظيفة شرط أن يمنح التدريب الكافي للوظيفة المناطة به». ولا يخفي التركي سعادته البالعة في عمله، فيقول «كلما نجحت أشعر براحة كبيرة لإثبات وجودي وأجمل أوقاتي التي أقضيها برفقة زوجتي وابني نورا وعلي فهم قرة عيني».