شرعت تل أبيب في دق طبول الحرب من خلال إطلاقها لمناورات عسكرية هي الأكبر من نوعها في تاريخ الدولة العبرية، تحت شعار «تحول 4»، وأكدت مصادر فلسطينية وعربية أن قيام الجيش الإسرائيلي بإجراء المناورات العسكرية، سيعمل على توتير الأجواء في المنطقة، وستكون لها انعكاسات سلبية للغاية على العملية السلمية، وستجهض على كل الجهود التي تبذل حاليا لإطلاق المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينين. وأضافت المصادر في تصريحات ل«عكاظ» أن المناورات العسكرية الإسرائيلية تتعارض مع تصريحات الأمريكيين التي تتحدث عن خطط لتحريك السلام، وإطلاق المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيلين، وتعطي الفرصة للإيرانيين لتصعيد التوتر، إذ بدأت طهران فعليا بإجراء مناورات عسكرية أمس، الأمر الذي يجعل المنطقة برمتها على فوهة بركان. من جهته، اعتبر المتحدث باسم حركة حماس سامي أبوزهري، أن المناورات الإسرائيلية دليل قاطع على عدم رغبة إسرائيل في السلام، وحرصها على جر المنطقة إلى أتون الحرب. وأفاد في تصريحات ل«عكاظ» أن إسرائيل لا تفهم إلا لغة الدم، مؤكدا أن المقاومة الفلسطينية جاهزة للتعامل مع أي تحرشات إسرائيلية. وترى السلطة الفلسطينية أن إطلاق مناورات عسكرية في هذا التوقيت يقوض جهود السلام ويدخل المنطقة في أجواء حرب. وأشارت مصادر في السلطة الفلسطنيية إلى أن المنطقة لا تحتمل تأجيج. أما قائد المنطقة العسكرية الشمالية الإسرائيلية الجنرال غادي إيزينكوتقال فقال في حديث له مع رؤساء السلطات المحلية العسكرية «إن الجيش الإسرائيلي على أهبة الاستعداد ويعرف تماما كيف يتعامل مع الجبهة السورية واللبنانية بالتوازي مع جبهة قطاع غزة». وأفاد أن السؤال هو كيف نتعامل مع هذا السيناريو كشعب وكجمهور وجبهة داخلية؟ وللإجابة على هذا السؤال سيمنح الجيش التغطية وقد يردع دولا ومنظمات من العمل ضدنا، ورغم عدم إمكانية منع دول ومنظمات من تعزيز قدراتها وتعظيم قوتها إلا أننا جاهزون لخوض حرب شاملة خلال ساعات». وكانت إسرئيل قد بدأت مناورات عسكرية واسعة النطاق للتأكد من «جهوزية الجبهة الداخلية لحرب شاملة» محتملة مع إيران وسورية ولبنان وقطاع غزة، كما وضع حزب الله عناصره كافة في جهوزية كاملة، استعدادا لمواجهة أي طارئ إسرائيلي، كما أعلنت ايران بدء مناورات تحمل اسم «بيت المقدس 22». وتقول إسرائيل إن مناورات جيشها، التي تحمل اسم «نقطة تحول 4» هو الأكبر في تاريخ كيانها، وسوف تستمر لمدة أسبوع كامل، وتستهدف التدريب على مواجهة آلاف الصواريخ التي تسقط افتراضا، بحسب خطة المناورات على مدن إسرائيلية. وتتضمن هذه المناورات إطلاق صفارات الإنذار في أحد أيام الأسبوع، كي يحتمي المواطنون الإسرائيليون في الملاجئ.