بفضل العلاقة القوية والمتينة التي كانت تربطني بأحد الأشخاص، ونظرا للضائقة المالية الكبيرة التي مر بها قبل ست سنوات، كادت أن تتسبب في إدخاله السجن، سلمته مبلغ خمسة وعشرين ألف ريال كقرض حسن، ومن أجل انتشال صديق عمري من الضائقة الكبيرة التي حلت به تحملت الكثير، مع أن أحد أصدقائي المقربين قد نبهني إلى خطورة ما أقوم به إلا أنني أصررت على مد يد العون له، والآن وبعد كل هذه السنين نسي صداقتنا، ولم يعد يرد على مكالماتي ورسائلي الهاتفية، والسبب أنني طالبته أكثر من مرة بإعادة المبلغ، خاصة أن حالته المادية أصبحت جيدة، ومع ذلك هو ينكر تماما تسلمه لأي مبلغ مني وليته توقف عند ذلك بل حلف بالله العلي العظيم أنني كاذب فيما أدعيه وهو يقول ذلك لأنه يعرف بأنني لم آخذ عليه ورقة ولم أشهد عليه أحد عندما دفعت له المبلغ فماذا أفعل معه؟ إبراهيم / الباحة أن تساعد صديقك وتقف إلى جانبه في محنته فهذا أمر تشكر عليه ولا يمكن لأحد أن يلومك عليه لكن اللوم يقع عليك لإغفالك كتابة ذلك الدين، ولا أعتقد بأن صديقك كان سيمانع لو أنك طلبت منه قبل أن يتسلم المبلغ أن يحرر ورقة بخط يده يقر من خلالها بتسلمه المبلغ على أنه قرض حسن ويوقع ويبصم عليه، أما الآن وقبل أن ترفع دعواك أمام المحكمة العامة باعتبارها الجهة القضائية المختصة فإن عليك أن تتذكر تماما ما إذا كنت قد سلمته المبلغ أمام أحد أو أنه سبق وأن أقر بما في ذمته أمام أحد ليكونوا شهودا معك عليه، فإن عجزت عن تقديم أي بينة وأنكر هو هذا الحق فليس لك إلا يمينه ولا عبرة بيمينه خارج المجلس القضائي فقد يعود إلى صوابه وقد يشعر بالخوف من الله عز وجل عندما يقوم القاضي بتذكيره باليمين الغموس قبل أن يحلف أمامه، وقد أخرج مسلم من حديث وائل بن حجر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للكندي «ألك بينة؟» قال : لا، قال: «فلك يمينه؟» فقال يا رسول الله الرجل فاجر ولا يبالي على ما حلف وليس يتورع من شيء فقال: «ليس لك منه إلا ذلك».