رغم حالة الانفتاح الذي يشهده الإعلام بكافة وسائله، إلا أن هموم الشباب ما زالت مغيبة عنه، فيما يؤكد الشباب أنهم في حالة عدم اتزان ولا مبالاة في تعاملهم مع قضاياهم، متهمين البرامج التلفزيونية بالسطحية والمتاجرة بمشاكلهم. ورأى مراقبون أن هذا التجاهل والقصور والقطيعة من قبل وسائل الإعلام لقضايا الشباب، خصوصا فيما يتعلق منها بالمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، كمشاكل البطالة وارتفاع سن الزواج وغياب المشاركة الشبابية في صنع القرار، ربما يؤدي فيما بعد إلى حدوث نوع من الإحباط واللامبالاة، قد تصل في مراحل متقدمة إلى المشاركة السلبية في أعمال قد تنعكس ضد مصلحة المجتمع. قضايا الشباب إلى ذلك، تلفت الكاتبة والإعلامية هنادي عباس إلى ضرورة الاهتمام بالقضايا الشبابية كغيرها من القضايا المهمة في حياتنا اليومية، مشددة في الوقت نفسه على أن يسعى الشباب لتطوير أنفسهم والظهور بشكل إيجابي. ورأت أن وسائل الإعلام تعتبر الواقع الشبابي من أول اهتماماتها، ولكن يجب أن يترجم هذا الاهتمام بشكل فعال. وعاتبت تلك الوسائل بقولها: يجب أن يرتقي الإعلام بشبابنا نحو التزود بكافة الأهداف التي يرصدونها لمستقبلهم فيعمل على معالجتها من جميع الجوانب وتطويرها إلى المستوى المطلوب، موضحة أن الشباب هم أكثر فئة في المجتمع عن غيرهم بحاجة ماسة للنظر إلى شؤونهم وقضاياهم فهم العين الثاقبة للمستقبل والاستثمار الأفضل للتطوير والازدهار بفعالية مجدية، ليصبح الشاب مدركا لأهمية الوقت الثمين الذي يقضيه، فلذا يجب على وسائل الإعلام أن تهتم بهم وتحثهم على تحقيق الأهداف ونشر المعرفة ومد يد العون لهم. وأضافت هنادي: «شريحة الشباب كبيرة في مجتمعنا وينتظر أن تتاح لهم فرصا أكبر، ورغم وجود العديد من القنوات الفضائية، إلا أنه لا زال هناك نقص ظاهر ولكن الحلقة الأفضل في هذا الجانب هو الوجه الإيجابي الذي يجب أن يؤخذ دائما، وهو التطلع نحو الأفضل والحث على التدافع نحو القمة ومع كل ذلك يفترض بل يجب أن يؤخذ في الحسبان أهمية الطموح فالفرص موجودة لمن يسعى لها والنجاح لا يأتي على طبق من ذهب إنما بالجهد والمثابرة والعمل». إعلام ربحي وانتقد إبراهيم علي (21 عاما، طالب جامعي تخصص نظم معلومات)، وسائل الإعلام في تناولها لبعض المشاكل الشبابية غير الشائعة وتضخيمها دون أن تعالجها بموضوعيةأو توجد لها الحلول التي من شأنها إصلاح الخلل، مشيرا إلى أنها تفعل ذلك بهدف الإثارة ولفت نظر القراء قائلا: «تبتعد وسائل الإعلام عن واقع الشباب، وتتجه لقضايا أخرى قد تجلب لها الربح، أما الشأن الشبابي ففي تصورها أنه لن تجني من ورائه شيئا»، معربا عن أمله في أن تتناول وسائل الإعلام في كل ما تنقله عن واقع وهموم الشباب بصورة أكبر وأكثر دقّة ومصداقية وإبراز الجوانب الإيجابية، بدلا من التركيز على الجوانب السلبية. تجاهل واضح ويوافقه الرأي عبد الله بفلح الطالب في جامعة الملك عبد العزيز، مبينا أن وسائل الإعلام تغطي جزءا لا يكاد يذكر من قضايا الشباب: «كل ما يطرح من قضايا لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة، وهناك تجاهل كبير وواضح للشريحة الأكبر والأهم في المجتمع»، مرجعا أسباب ذلك إلى أن معظم مسؤولي القنوات عادة ما يكونوا من غير فئة الشباب والذين لا يعطون أي أهمية للشأن الشبابي، معربا عن أمله في أن تركز وسائل الإعلام على هذه الفئة وتعطيها الأولوية وتسلط الأضواء عليها والتحاور مع مختصين لإيجاد حلول لقضاياهم، ما من شأنه الارتقاء بهم لأعلى المستويات العلمية والفكرية والعملية بحسبانهم الشريحة الأكبر في مجتمعنا ولبنة المستقبل وعطاء الغد. جانب إيجابي ومن وجهة نظر عبد الرحمن خالد كتبي (قسم شبكات حاسب في جامعة الملك عبد العزيز في جدة)، أن الإعلام المقروء علاوة على القنوات الفضائية يولي اهتماما أكبر بالشباب ودائما ما يسلط الضوء على النواحي الإيجابية من إنجازاتهم، حيث هناك نماذج على مستوى عال من المهنية واللباقة والجرأة في طرح الأفكار أثبتت جدارتها. وأضاف لا بد من الاجتهاد من قبل الشباب والدخول إلى هذا العالم باعتباره السبيل الأمثل للرقي بهم وبأفكارهم وتواصلهم وانفتاحهم على كل جديد في العالم.