طلقني زوجي ولا أدري هل هو طلاق بائن أم رجعي، وأنا عندي طفلة منه، وهو يضربني لأسباب تافهة، مثل ضربه لي إذا طلب شيئا وتأخرت عنه، أو أراد شيئا ولم أوافقه عليه، ودائم الترديد بكلمة أنت طالق، ولأنه تمادى في تعامله معي وبالذات ضربه لي وشد شعري وسحبي على الأرض، اتصلت على إخوتي الذين يسكنون في مدينة أخرى، وجاء أكبرهم وأخرجني من بيتي وذهب بي معه إلى بيته، وهنا ثارت ثورة زوجي وبات يتلسن على أخي أنه هو المحرض لي في عصيانه، أعترف أنه يحبني وأنا أبادله الحب، وهو يريد إرجاعي، ولكني لا أدري هل أرجع إليه بشروط أم أطلب الطلاق تفاديا للمشاكل، لأنه يمكن أن يطلقني نهائيا، وأخشى إن رجعت أن يستمر الوضع على ما هو عليه ويصبح عندي بدل الطفل أطفال، وعندها تكون المصيبة أكبر. أم ثامر جدة الواضح أنك وزوجك ينقصكما قدر من النضج في التعامل مع بعضكما، ويبدو أن كلاكما يريد أن يخضع الآخر لما يريد، وزوجك بحاجة ماسة لتغيير بعض الأفكار التي يحملها عن الزوج ودوره في حياة الزوجة، فهو يحتاج أن يفهم أن القوامة ليست عضلات تستخدم لضرب الزوجة، وأن الزوج العاقل هو من يستوعب زوجته ويرحمها ويقدرها، أما من ناحيتك، فأنت بحاجة ماسة لمزيد من احترامه وتقديره، وعليك أن تتعلمي طرقا لخطابه أفضل من التي تستخدمينها، ومن الحكمة أن تطلبي منه بلطف ما تريدين شراءه، وإن طلب منك شيئا حاولي قدر المستطاع تلبيته، فتصرفاتكما تشير إلى أنكما تحتاجان إلى مزيد من التعلم لحسن التعامل مع بعضكما، وإلى معرفة أن الحياة الزوجية ليست مواقف للصراع بقدر ما هي مواقف للتعاون والتفاهم، وحين يعجز الزوجان عن الوصول إلى مثل هذا الحد من التفاهم، فلابد من تدخل أحد الحكماء لتوضيح ما خفي على الاثنين أو على أحدهما، نصيحتي لك أن لا تعودي والحال كما هو عليه، لذا حبذا لو لجأت معه إلى أحد الاستشاريين الأسريين لتوضيح ما خفي على كل منكما من قواعد للتعامل الصحيح بين الأزواج.