إجماع هيئة كبار العلماء المتضمن تجريم تمويل الإرهاب لما فيه من فساد وزعزعة الأمن والجناية على الأنفس والأموال والممتلكات الخاصة والعامة من بيان الحكم الشرعي المؤيد بالدليل والتعليل حيال هذه الجريمة النكراء التي تستهدف المقدرات وتنال من المنهج الوسطي المعتدل، علما أن ولاة الأمر في مملكتنا الحبيبة يشجبون العنف بجميع صوره وأشكاله، خاصة أن المملكة تمثل قلب العالم الإسلامي؛ لكونها منبع الإسلام في مبادئه السامية، وتؤكد في جميع المحافل الدولية نبذ الإرهاب مهما كان جنسه أو وطنه وترفض الإرهاب وتؤكد تمسكها بالإسلام وأحكامه الواضحة. ولا يخفى على الجميع ما سببته هذه الفئة من خسائر في الأرواح والممتلكات وأنه عمل إجرامي معاد للإنسانية وقيمها، فالإرهاب ليس له موطن محدود ويخالف جميع الرسالات السماوية ولا يخفى علينا أن كل إنسان لديه بصيرة وعقل، كما أن الدين الإسلامي يحرم الترويع وقتل النفس بغير حق ومن يعمل ذلك فهو جاهل لم يتمعن بآيات القرآن وكيف يحفظ كرامة الإنسان. ولكن من غسل عقولهم وأفئدتهم وأعمى بصيرتهم وأخرجهم عما شرعه الإسلام إنما هم فئة ضالة لا يعرفون سوى تدمير الإنسانية، ولو أمعنا قليلا فى وجوههم تجد فيها تعاريج الانتقام وهدوئهم مبطن بالغدر. إن حقيقة هذا المجرم الذي يهدد أمن الأوطان تأتي من تلبس عقولهم بالآيديولوجيات ولا يقبلون إلا بما لقنوا به من نظريات وأفكار تصدم بواقع الأمة وقيمها وتنافي الفطرة. ولا يخفى على الجميع جهود وزارة الداخلية في معالجة ظاهرة الإرهاب وفق توجيهات الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب ورئيس مجلس إدارة أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، إذ قال: «إذا لم نتسلح بالوعي الصحيح الذي نتمكن بواسطته من فرز الغث من السمين، فإننا سنكون معرضين لسلبيات الفكر ويجب علينا جميعا أن نحس بالمسؤولية، فالمسؤولية لا تقع على رجال الأمن فقط بل على رجال الفكر أيضا، نحن أمة مستهدفة لأن تكويننا يختلف عن أي أمة ونتشرف بهذا التكوين، إننا أمة ذات عقيدة، الحرب الآن هي حرب الفكر وعلى المفكرين والمثقفين الإضطلاع بدورهم وحماية فكر الأمة من الشوائب والتيارات الدخيلة. وللتصدي ومواجهة الفكر المنحرف طرق عديدة وأساليب متنوعة بحسب منطلقات وركائز كل مجتمع منها الحوار ومقارنة الحجة بالحجة إلى تأصيل القيم ومراحل تنشئة تربوية سليمة لا تغفل معها اليقظة الأمنية في رصد الفئات المنحرفة ونشاطاتها قبل أن تبدأ في بث سمومها، إذ الوقاية خير من العلاج والحفاظ على الوحدة الفكرية والاعتقادات والسلوكيات هي من أهم العناصر في التماسك الاجتماعي والأمن الفكري وبذلك تكون الركيزة الأساسية لاستقرار الحياة المنظمة والمتطورة في الحياة العامة.. الإرهاب لا وطن له ولا هوية اتخذه ضعاف الأنفس وسيلة للتدمير ونشر الخراب في أرجاء المعمورة وتشويه يمس ديانة وبلد كل من يتخذ من الإرهاب حرفة. أدام الله علينا أمن بلادنا بحفظ الله ومن ثم حرص ولاة أمورنا وتعاون شعبنا ضد هذه الفئة الضالة. همسة وردة واحدة لإنسان على قيد الحياة..! خير من باقة كاملة على قبره..!