** في حلقة برنامج «واجه الصحافة» التي دعاني فيها الزميل داود الشريان لمشاركته في محاورة ضيوفه، سألت الشيخ أحمد بن باز عما يتوقع أن يكون رأي أبيه في موقفه من قيادة المرأة للسيارة لو كان حيا، قياسا على رأيه بأن الظروف التي أنتجت تلك الفتوى المحرمة لقيادة المرأة للسيارة في السابق قد تغيرت الآن، ارتبك الشيخ الشاب قليلا لكنه أصر على رهانه على الزمن ومتغيرات الظروف، أما أنا فأشك في أن تكون ظروف فتوى الأمس قد تغيرت اليوم أو ستتغير غدا!! ** أسأل المؤيدين للسماح بقيادة المرأة للسيارة: هل المجتمع مهيأ أخلاقيا بالانضباط الذي يسمح بوجود المرأة في الشارع؟! فإذا كان بعض الذكور لم يسلموا من المضايقة والتحرش، فهل ستسلم الأنثى؟! ** كل الحديث يجري عن استعداد المجتمع نفسيا وثقافيا لفكرة قيادة المرأة، لكن هل سأل أحد نفسه ما إذا كان المجتمع مستعدا لوجستيا؟! ** هل حصلت المرأة على كل حقوقها الاجتماعية كامرأة عاملة أو مطلقة أو معلقة أو أرملة أو مهمشة أو وارثة حتى أصبحت قيادة السيارة تتصدر أولولياتها؟! ** وفي المقابل، أسأل المعارضين لقيادة المرأة للسيارة: إذا كان تحريم قيادة المرأة قائما على أساس المضار التي تترتب على قيادتها للسيارة وليس على نص شرعي، فهل يعني ذلك أن نحرم كل شيء يترتب عليه مضرة، فهل نحرم مثلا قيادة الرجل للسيارة لأنه يتسبب بأعلى نسبة حوادث وقتل في الشوارع؟! ** إذا كان مبرر استغناء المرأة عن الحاجة لقيادة السيارة قائما على أساس وجود الرجل في حياتها الذي يقضي حوائجها، فكيف يكون مبررا شرعيا عندما تكون المرأة أرملة أو مطلقة أو يتيمة بلا محرم شرعي أن تستعين بسائق أجنبي؟! ** أخيرا، أسأل الذين يمسكون العصا من المنتصف: إذا كنا اعتبرنا مسألة قيادة المرأة مسألة تعود إلى تطور موقف المجتمع، فهل نحن منحنا هذا المجتمع حرية خوض التجربة؟! ** فنحن نكرر القول إن المسألة تخضع لخيار المجتمع، لكننا في نفس الوقت قيدنا هذا الخيار بالمنع، فلو كانت خيار مجتمع لأصبحت المسألة اختيارية بين أفراد المجتمع، يقود من يشاء ويمتنع من يشاء!! ** طبعا.. سيسألني أحدهم: وأنت إلى أي الفرق الثلاثة تنتمي؟! وسأقول له إلى فريق رابع يشعر بالحرج من أن تكون هذه القضية الهشة قضية أمة بأكملها، تشغلها في القرن الواحد والعشرين عن مواجهة تحديات المستقبل!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة