رأى عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة في جامعة أم القرى الدكتور أحمد بن نافع المورعي أن هناك تضخيما في مسألة التعاطي الإعلامي مع العنف الأسري معللا ذلك بما ينشر ويقرأ في الصحف حيث يعتقد أن المجتمع السعودي هو عنيف، واستدرك المورعي: «لكن يجب أن نقيس ذلك على أرض الواقع عبر دراسات علمية حتى نحدد حجم المشكلة ثم ننطلق نحو إيجاد حل مناسب لها حتى لانفتري على المجتمع»، وأضاف: «هذا لايعني إنكار المشكلات بل تحدث حوادث من العنف الأسري هنا وهناك وهذه بحاجة للدراسة ووضع العلاج المناسب، وبين المورعي أن من أهم أسباب انتشار العنف جهل الزوج والزوجة بحقوقهما الشرعية وكذلك جهل الآباء والأبناء بحقوقهم واجباتهم. وأشار المورعي إلى أن بعض الآباء والأمهات يظنون أنه لاحل لمشكلاتهم إلا بالعنف ضد بعضهم بعضا، وطالب الدكتور أحمد بضرورة تشديد العقوبة القضائية على ممارس العنف تجاه زوجته وأبنائه والوقوف بوجهه صراحة لأنه من أمن العقوبة أساء الأدب، حتى يكون عبرة لكل من تسول نفسه ممارسة العنف تجاه أهله، وشدد المورعي على دور العلماء والخطباء بضرورة النصح والدعوة في خطبهم ومحاضراتهم ودروسهم إلى اتباع المنهج النبوي والتأسي به في أسلوب تعامل رب الأسرة مع أسرته بضرب الأمثلة التي تعينهم على اتباع هذا النهج عندما كان الرسول يمازح أهله ويعنيهم ويساعدهم ويقضي حوائجهم ويخاطبهم بالحسنى والإقناع، مؤكدا على دور الأسرة أيضا في توعية بناتهم وأبنائهم قبل الزواج بحقوقهم وواجباتهم، مطالبا بضرورة عقد دورات للمقبلين على الزواج في طرق التعامل شرعيا وأخلاقيا واجتماعيا مع الأزمات والمشكلات التي تواجههم دون السقوط في فخ العنف تجاه الآخر سواء بالكلمة أو الفعل.