رفض شرعيان اعتبار العنف ضد الأطفال ظاهرة في المجتمع، مؤكدين على أن هناك تضخيما إعلاميا في التعاطي مع المسألة، حيث قال المستشار في الديوان الملكي عبد المحسن العبيكان «لا اعتقد أن الموضوع وصل للظاهرة وربما يكون قد وصل فعلا ولكن في حكمنا على هذه الأمور يجب أن تتوافر لدينا دراسات علمية نبني عليها أحكامنا ولكن ليس لدي أية معلومات»، وأضاف «نحن حريصون على إطلاق مدونة خاصة للأحوال الشخصية ستكون شاملة لجميع أحكام المعاملات والجنايات والنكاح والطلاق وبما يتعلق بكافة الأمور القضائية بما فيها العنف الأسري»، وأضاف «فيما يتعلق بالعقوبات ستكون هناك لجنة خاصة لتقدير العقوبات التعزيرية، وهذه اللجنة ستقضي على كثير من الإشكالات في مسائل تفاوت الأحكام بين القضاة من حيث غلظتها وخفتها في القضية الواحدة». ورفض العبيكان تحميل القضاء وحده مسألة تفشي العنف ضد الأطفال بسبب عدم وجود عقوبات رادعة لممارسي العنف، قائلا «لا اعتقد أن القضاء مسؤول عن ذلك بل الحياة العصرية لها تأثير وبعد الناس عن تعاليم الدين وانشغالهم بالحياة المادية، مما جعل القلوب قاسية والناس تعيش تحت ضغوط نفسية صعبة جعلت بعض الأشخاص يفرغ هذه الشحنات عبر ممارسة العنف الأسري». ويؤكد عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة في جامعة أم القرى الدكتور أحمد بن نافع المورعي، أن هناك تضخيما في مسألة التعاطي الإعلامي مع العنف ضد الأطفال، لأن من يقرأ الصحف يعتقد أن المجتمع السعودي هو عنيف، واستدرك المورعي «لكن يجب أن نقيس ذلك على أرض الواقع عبر دراسات علمية حتى نحدد حجم المشكلة ثم ننطلق نحو إيجاد حل مناسب لها حتى لا نفتري على المجتمع». وأضاف «هذا لا يعني إنكار المشاكل بل تحدث حوادث من العنف ضد الأطفال هنا وهناك وهذه بحاجة للدراسة ووضع العلاج المناسب». وبين المورعي أن أهم أسباب انتشار العنف جهل الزوج والزوجة بحقوقهما الشرعية، وكذلك جهل الآباء والأبناء بحقوقهم وواجباتهم، مشددا على أن بعض الآباء والأمهات يظنون أنه لاحل لمشاكلهم إلا بالعنف ضد بعضهم البعض وضد أبنائهم، وطالب الدكتور أحمد بضرورة تشديد العقوبة القضائية على ممارس العنف تجاه أبنائه والوقوف في وجهه صراحة، لأنه من أمن العقوبة أساء الأدب، حتى يكون عبرة لكل من تسول له نفسه ممارسة العنف تجاه أهله. وأكد المورعي على دور العلماء والخطباء بضرورة النصح والدعوة في خطبهم ومحاضراتهم ودروسهم إلى اتباع المنهج النبوي والتأسي به في أسلوب تعامل رب الأسرة مع أسرته بضرب الأمثلة التي تعينهم على اتباع هذا النهج عندما كان الرسول يمازح أهله ويعينهم ويساعدهم ويقضي حوائجهم ويخاطبهم بالحسنى والإقناع، مؤكدا على دور الأسرة أيضا بتوعية بناتهم وأبنائهم قبل الزواج بحقوقهم وواجباتهم، مطالبا بضرورة عقد دورات للمقبلين على الزواج في طرق التعامل شرعيا وأخلاقيا واجتماعيا مع الأزمات والمشاكل التي تواجههم دون السقوط في فخ العنف تجاه الآخر سواء بالكلمة أو الفعل.