كنت قد أشرت في مقال سابق تعرضت فيه للرأي الصحفي وقناعة المسؤول .. كان هذا بتاريخ 21/5/1431ه والآن وقد جاءت الأوامر الملكية لتضع مسؤولية كل مسؤول تحت ضوء الشمس .. كتبت في مقالي السابق أشير إلى أزمة الثقة التي تولدت عند غالبية المسؤولين من القيادات الإدارية في الرأي الصحفي مردها إلى حساسية بالغة ومرهفة إلى الدرجة التي قد تكون مسؤولة عن صياغة فكره وردود أفعاله .. وأيضا هناك من الكتاب من يتجاوز الخطوط الحمراء في عفوية غير مقننة. ما زلنا تحت وطأة وقع الطمأنينة الجميلة التي فجرتها الإرادة الملكية السامية وعلى الصحافة في بلدنا أن تكون أمينة مع كل خبر تنقله. الفساد وضعف اليقين والأمانة: ليس من شك بأن هناك علامات استفهام كبيرة تلوب في أفواه الكثيرين من المواطنين .. وهم يرون موظفا مسؤولا مهما علا كعبه وبلغت وظيفته .. من المعلوم سلفا أن راتبه ليس جديرا بأن يملأ رصيده في البنوك بأرقام خيالية .. ويثرى ثراء فاحشا .. وفي بلدان تطبق قانون من أين لك هذا .. ليكون عينا واعية تجري وتحدق في كل أرصدة تضخم حسابات هذا المسؤول .. فالمنطق يقول إن الوظيفة ليست كنزا وإنما هي وسيلة لتأمين حياة كريمة مستقرة .. ولكن ولا حول ولا قوة من لكن هذه .. إن بعض النفوس الضعيفة تجمح فيها شهواتها ويزين لها الشيطان أن تعمل جاهدة على اكتساب الفرص من أبواب متعددة .. في مقدمتها الرشوة وهي سرطان يسري في النفوس الضعيفة .. وصدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فالحديث في الصحيحين عن أبي حميد الساعدي (رضي الله عنه) قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رجلا من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة، فقال: هذا لكم، وهذا أهدي إلي، فقام النبي (صلى الله عليه وسلم): فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «ما بال العامل نبعثه فيجيء فيقول: هذا لكم، وهذا أهدي إليّ؟. ألا جلس في بيت أبيه فينظر أيهدى إليه أم لا!! والذي نفس محمد بيده، لا نبعث أحدا منكم فيأخذ شيئا إلا جاء يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيرا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر، فرفع يديه حتى رأيت عفرة إبطيه فقال: اللهم هل بلغت ثلاثا». ومعنى الحديث: أن من تولى ولاية وقدمت له هدية من أجل ولايته لم يجز له قبولها، لأنها كالرشوة. هذه قاعدة يجب إدراكها والعمل من خلالها ومن هنا فإن على الصحافة أن تكون صادقة في طرحها وتناولها ونقلها للأخبار وأن تراعي الدقة والمصداقية .. من ناحية أخرى فإن القانون يقول إن المتهم بريء حتى تثبت إدانته .. من هنا ينشأ حق المواطن المسؤول من أن تحفظ كرامته حتى تستطيع أجهزة الدولة أن تصل إلى قناعات موثقة دامغة من خلال الأدلة والبراهين .. وبعدها فإن يد العقاب تطال كل خائن لأمانته غير أمين على المصلحة .. وويل لكل من تسول له نفسه أن يضع يده في حق المواطن ويسلب حقوق المواطنين .. تحت استغلال أي ظرف من الظروف في غياب مخافة الله وفي غفلة من الضمير المسؤول وانحراف عن جادة الصواب .. إن المجتمع النظيف هو هدفنا جميعا وحماية مكتسبات هذا الوطن والمال العام في مقدمتها .. هو حق مشروع يجب على كل فرد وكل مسؤول في موقعه أن يحترم هذه الأمانة .. وأن يكون عند حسن ظن المسؤولين .. لسنا في حاجة إلى فاجعة جديدة من أجل أن نكتشف من هم وراء هذه الجريمة. حمى الله الوطن ومواطنيه من كل مكروه .. ووفق الله قيادتنا من أجل اختيار من هم في مستوى الأمانة .. واحترام الرسالة لنصل معا إلى تحقيق الأهداف المرجوة .. في ظل مجتمع تسوده المحبة والغيرة . وحسبي الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة