اختار الأعضاء المؤسسون للجمعية السعودية للتراث البارحة الأولى صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز لرئاسة مجلس إدارة الجمعية المكون من 15 عضوا، كما اختير الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري نائبا للرئيس، والدكتور سعد بن عبدالعزيز الراشد أمينا عاما للجمعية. الاجتماع التأسيسي للجمعية، الذي دعت إليه الهيئة العامة للسياحة والآثار بهدف تشكيل أول مجلس إدارة للجمعية عقد في المتحف الوطني في مركز الملك عبد العزيز التاريخي في الرياض بحضور عدد كبير من الأعضاء المؤسسين الذين بلغ عددهم 109 أعضاء، يتقدمهم وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد، ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، كما حضر الاجتماع صاحبة السمو الملكي الأمير عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز وعدد من الأكاديميات والباحثات. مكانة التراث في مستهل الاجتماع، لفت صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان في كلمته إلى أن مكانة التراث الوطني وأهميته الاقتصادية والثقافية تستدعي العمل بجد من كافة المعنيين للحفاظ عليه والاستفادة منه. وثمن رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للتراث الوطني، وما يلقاه قطاع التراث في المملكة من اهتمام خاص من لدنه، منوها في هذا الصدد بما قدمه لخدمة التراث والمحافظة عليه. وأوضح الأمير سلطان بن سلمان «أن العمل على تأسيس هذه الجمعية الحديثة، يأتي في إطار جهود الهيئة العامة للسياحة والآثار، التي تبنت عددا من البرامج للحفاظ على التراث العمراني واستثماره اقتصاديا وثقافيا، سواء من خلال ما تتبناه بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية من برامج ومشاريع لتأهيل المواقع التراثية وتحويلها إلى قطاع اقتصادي منتج، أو من خلال جهودها الأخرى في مجالات البحث والترميم والأنشطة الثقافية والإعلامية وغيرها». وأكد الأمير سلطان أن قضية المحافظة على التراث الوطني هي قضية وطنية، مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده في مقدمة الداعمين لهذه القضية، وهما اللذان يشجعان المحافظة على التراث العمراني انطلاقا من كونه مصدر إلهام لتاريخنا ومصدرا اقتصاديا وثقافيا مهما. حضارات متعاقبة وزاد الأمير سلطان: المملكة اليوم ليست دولة اقتصاد ودولة حراك سياسي وثقافي فقط، بل هي أيضا دولة وطن قام على أكتاف حضارات متعاقبة وعلى تراث عريق وعلى تراكم من التفاعل الحضاري والثقافي عبر العصور. وأبان رئيس هيئة السياحة والآثار «أن الجمعية السعودية للمحافظة على التراث التي تأسست اليوم ستضع على قمة أولوياتها، الاهتمام بالتراث الوطني والمحافظة عليه وتنميته ونشر الوعي بأهميته وأبعاده الاقتصادية والثقافية والحضارية». وأبدى الأمير سلطان اعتزازه وتقديره للأعضاء المؤسسين في الجمعية الذين بلغ عددهم 109 أعضاء من كافة شرائح المجتمع، ويمثلون شخصيات وخبرات وكفاءات بارزة. وقال: «في هذه المناسبة أعتقد أنها تاريخية تنقل العناية بالتراث من الاهتمام الحكومي أو الاهتمام الضيق في القرى أو المتاحف أو الاهتمام الفردي من المكافحين للمحافظة على هذا التراث الوطني الكبير والعاملين على تنميته إلى مجال أرحب، من خلال إنشاء هذه الجمعية الجديدة، والواقع هي ليست بالجديدة، فهي فكرة وقضية محبي التراث وتجمع الناس حول تراثهم الوطني، وهي فكرة قديمة ولم تنشأ من الهيئة العامة للسياحة والآثار، ولم تنشأ من فرد، بل نشأت في كل قلب وفي وجدان كل مواطن مخلص ومحب لبلاده». هيئة السياحة وخلص الأمير سلطان إلى التأكيد على حرص الهيئة على دعم الجمعية، مفيدا في الوقت نفسه «أن هيئة السياحة اليوم لا تؤسس لهذه الجمعية، ولن ترأسها، وليست الجمعية فرعا من فروع الهيئة، بل بالعكس الهيئة في الواقع تقدم نفسها لمساعدة الجمعية واحتضانها، ولم يعرف عن الهيئة العامة للسياحة والآثار إلا أنها تعمل بتجرد وتطلب من ينقد عملها وتطلب من يطلب منها العون والدعم وتقدمه خدمة للوطن وليست خدمة للمؤسسة، والهيئة العامة للسياحة والآثار اليوم بصفتي رئيسا لها ومسؤولا فيها، تقدم خدمتها لهذه الجمعية في السنة الأولى أو الثانية؛ لاحتضان هذه الجمعية ودعمها بكل ما تستطيعه الهيئة حتى إن شاء الله تنهض وتقف». واختتم الأمير سلطان كلمته قائلا «أنا اليوم لم أرشح نفسي لعضوية مجلس إدارة الجمعية حتى أكون محايدا في هيئة السياحة». توحيد الجهود من جانبه، شدد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة على أهمية هذه الجمعية في دعم وتوحيد الجهود المتعلقة بالحفاظ على التراث العمراني ونشر الوعي بأهميته، مشيدا بالشخصيات التي أسهمت بجهودها الكبيرة في الحفاظ على هذا التراث وتركت بصمة وتجربة تحتذى في هذا المجال. ونوه خوجة إلى أهمية الدور الإعلامي والثقافي المعول على هذه الجمعية، مبديا استعداد الوزارة للدعم الإعلامي للجمعية ومساندة أعضائها، من خلال البرامج الثقافية المختلفة لتحقيق رسالة الجمعية، وقال: وزارة الثقافة والإعلام بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة التربية والتعليم، فريق متضامن للحث على الحفاظ على التراث وإظهاره على الصورة الصحيحة الحضارية. وقنوات التلفزيون والإذاعة جميعا ستشترك وتكون داعمة لهذا الأمر، والإعلام بكل وسائله، الثقافة بكل جوانبها ستحاول أن تسخر إمكانياتها لهذا العمل. مجلس الإدارة وكان الأعضاء المؤسسون للجمعية قد اختاروا مجلس إدارة الجمعية المكون من 15 عضوا، وهم: صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبدالعزيز، صاحب السمو الأمير عبد الله بن فيصل بن تركي آل سعود، صاحبة السمو الملكي الأميرة موضي بنت خالد بن عبد العزيز، صاحبة السمو الأميرة نوف بنت فيصل بن تركي، المهندس عبد اللطيف بن عبد الملك آل الشيخ، الدكتور عبد الله بن عمر نصيف، الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي، صالح بن عبد الله كامل، الدكتور أحمد بن عمر بن محمد الزيلعي، الدكتور فهد بن عبد الله السماري، الدكتور زاهر بن عبد الرحمن العثمان، علي بن محمد الشعيبي، محمد عبد اللطيف جميل، عادل بن عبد المحسن المنديل، وليلى صالح سليمان البسام. يشار إلى أن الأمير سلطان بن سلمان وجه بأن تتولى الهيئة العامة للسياحة والآثار دراسة فكرة إنشاء الجمعية السعودية للمحافظة على التراث بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية، وتواصلت الهيئة مع عدد كبير من أصحاب السمو الأمراء ومن الوجهاء في المجتمع ومن المهتمين بالتراث من مختلف مناطق المملكة للانضمام للجمعية.