انعقد في المتحف الوطني بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي في الرياض أول أمس الاول الاجتماع التأسيسي للجمعية السعودية للمحافظة على التراث, الذي دعت إليه الهيئة العامة للسياحة والآثار بهدف تشكيل أول مجلس إدارة للجمعية. وحضر الاجتماع عدد كبير من الأعضاء المؤسسين للجمعية ال(109 أعضاء) يتقدمهم صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم, وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار, ومعالي الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجه وزير الثقافة والإعلام, وعدد كبير من أصحاب السمو الأمراء, وأساتذة الجامعات والباحثين والمهتمين بالتراث. كما حضر الاجتماع صاحبة السمو الملكي الأمير عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز وعدد من صاحبات السمو والأكاديميات والباحثات. وقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في كلمته في الاجتماع على أن مكانة التراث الوطني وأهميته الاقتصادية والثقافية والتي تستدعي العمل بجد من كافة المعنيين للحفاظ عليه والاستفادة منه. وأعرب عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله- على الدعم الكبير الذي يحظى به التراث الوطني، وما يلقاه قطاع التراث في المملكة بشكل أخص من اهتمام خاص من لدنه - أيده الله-، منوها في هذا الصدد بما قدمه لخدمة التراث والمحافظة عليه. وأبان الأمير سلطان بن سلمان أن العمل على تأسيس هذه الجمعية الحديثة يأتي في إطار جهود الهيئة العامة للسياحة والآثار التي تبنت عددا من البرامج في جهودها للحفاظ على التراث العمراني واستثماره اقتصاديا وثقافيا, سواء من خلال ما تتبناه بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية من برامج ومشاريع لتأهيل المواقع التراثية وتحويلها إلى قطاع اقتصادي منتج, أو من خلال جهودها الأخرى في مجالات البحث والترميم والأنشطة الثقافية والإعلامية وغيرها. وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن قضية المحافظة على التراث الوطني هي قضية وطنية, وسيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده حفظهما الله في مقدمة الداعمين لهذه القضية وهم الذين يدفعونا للمحافظة على التراث العمراني انطلاقا من كونه مصدر إلهام لتاريخنا ومصدرا اقتصاديا وثقافيا مهما. مضيفا: المملكة العربية السعودية اليوم ليست فقط دولة اقتصاد ودولة حراك سياسي وثقافي، هي أيضا دولة وطن قام على أكتاف حضارات متعاقبة وعلى تراث عريق وعلى تراكم من التفاعل الحضاري والثقافي عبر العصور. وأبان سموه أن الجمعية السعودية للمحافظة على التراث التي تأسست اليوم ستضع على قمة أولوياتها الاهتمام بالتراث الوطني والمحافظة عليه وتنميته ونشر الوعي بأهميته وأبعاده الاقتصادية والثقافية والحضارية, مبديا اعتزازه وتقديره للأعضاء المؤسسين في الجمعية الذين بلغ عددهم 109 أعضاء من كافة شرائح المجتمع, ويمثلون شخصيات وخبرات وكفاءات بارزة ستثري أعمال هذه الجمعية لاسيما في ظل حماس الأخوة الأعضاء لخدمة التراث العمراني والإسهام في جهود تنميته والمحافظة عليه من خلال هذه الجمعية. وقال: هذه المناسبة أعتقد أنها تاريخية تنتقل العناية بالتراث من الاهتمام الحكومي أو الاهتمام الضيق في القرى أو المتاحف أو الاهتمام الفردي من المكافحين للمحافظة على هذا التراث الوطني الكبير والعاملين على تنميته إلى مجال أرحب، من خلال إنشاء هذه الجمعية الجديدة والواقع هي ليست بالجديدة، فهي فكرة وقضية محبي التراث وتجمع الناس حول تراثهم الوطني هي فكرة قديمة ولم تنشأ من الهيئة العامة للسياحة والآثار، ولم تنشأ من فرد، بل نشأت في كل قلب وفي وجدان كل مواطن مخلص ومحب لبلاده. وأكد سموه على أن حرص الهيئة على دعم هذه الجمعية وقال: هيئة السياحة اليوم لا تؤسس لهذه الجمعية، ولن ترأسها، وليست الجمعية فرعا من فروع الهيئة، بل بالعكس الهيئة في الواقع تقدم نفسها لمساعدة الجمعية واحتضانها، ولم يعرف عن الهيئة العامة للسياحة والآثار إلا أنها تعمل بتجرّد وتطلب من ينقد عملها وتطلب من يطلب منها العون والدعم وتقدمه خدمة للوطن وليست خدمة للمؤسسة، والهيئة العامة للسياحة والآثار اليوم بصفتي رئيسا لها ومسؤولا فيها، تقدم خدمتها لهذه الجمعية في السنة الأولى أو الثانية لاحتضان هذه الجمعية ودعمها بكل ما تستطيعه الهيئة حتى إن شاء الله تنهض وتقف. وأضاف: “وأنا اليوم لم أرشح نفسي لعضوية مجلس إدارة الجمعية حتى أكون محايدا في هيئة السياحة”. من جانبه أكد معالي الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام على أهمية هذه الجمعية في دعم وتوحيد الجهود المتعلقة بالحفاظ على التراث العمراني ونشر الوعي بأهميته, مشيدا بالشخصيات التي أسهمت بجهودها الكبيرة في الحفاظ على هذا التراث وتركت بصمة وتجربة تحتذى في هذا المجال. ونوه إلى أهمية الدور الإعلامي والثقافي المعول على هذه الجمعية, مبديا استعداد الوزارة للدعم الإعلامي للجمعية ومساندة أعضائها من خلال البرامج الثقافية المختلفة لتحقيق رسالة الجمعية , وقال: وزارة الثقافة والإعلام بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة التربية والتعليم، سنشكل جميعا فريقا متضامنا للحث على الحفاظ على التراث وإظهاره على الصورة الصحيحة الحضارية. وقنوات التلفزيون والإذاعة جميعا ستشترك وتكون داعمة لهذا الأمر، والإعلام بكل وسائله، الثقافة بكل جوانبها ستحاول أن تسخر إمكانياتها لهذا العمل بعون الله تعالى”. وكان الأعضاء المؤسسون للجمعية قد اختاروا مجلس إدارة الجمعية المكون من 15 عضوا, حيث تم اختيار صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز رئيسة للمجلس والدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري نائبا للرئيس. وعضوية كل من: صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز, صاحب السمو الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي آل سعود, صاحبة السمو الملكي الأميرة موضي بنت خالد بن عبدا لعزيز, صاحبة السمو الأميرة نوف بنت فيصل بن تركي, المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ, الدكتور عبدالله بن عمر نصيف, الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي, صالح بن عبدالله كامل, الدكتور أحمد بن عمر بن محمد الزيلعي, الدكتور فهد بن عبدالله السماري, الدكتور زاهر بن عبدالرحمن العثمان, علي بن محمد الشعيبي, محمد عبداللطيف جميل, عادل بن عبدالمحسن المنديل. ليلي صالح سليمان البسام. وقد رشح الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالعزيز الراشد أمينا عاما للجمعية.